محتوای زیارت غدیریه: تفاوت میان نسخه‌ها

۴۳٬۱۸۸ بایت اضافه‌شده ،  ‏۱۲ دسامبر ۲۰۲۱
بدون خلاصۀ ویرایش
بدون خلاصۀ ویرایش
بدون خلاصۀ ویرایش
خط ۹: خط ۹:


امام هادى‏ عليه السلام جملات آخر دعا را به لعن ظلمت‏ پرستان و قاتلان خاندان نور اختصاص داده است. در اين جمله پيمان شكنانى را لعن مى‏ كند كه روز غدير حضرت اميرالمؤمنين‏ عليه السلام را به ولايت [[تبریک|تهنیت]] گفتند، و چند ماه بعد همانان سقيفه را تشكيل دادند!
امام هادى‏ عليه السلام جملات آخر دعا را به لعن ظلمت‏ پرستان و قاتلان خاندان نور اختصاص داده است. در اين جمله پيمان شكنانى را لعن مى‏ كند كه روز غدير حضرت اميرالمؤمنين‏ عليه السلام را به ولايت [[تبریک|تهنیت]] گفتند، و چند ماه بعد همانان سقيفه را تشكيل دادند!




خط ۶۳۷: خط ۶۳۸:


السلام عليك أيها الإمام و رحمة الله و بركاته. أستودعك الله و عليك السلام و رحمه الله و بركاته. آمنّا بالرسول و بما جئتم به و دعوتم إليه. اللهم لا تجعله آخر العهد من زيارتى وليّك. اللهم لا تحرمنى ثواب مزاره الذى أوجبت له، و يسّر لنا العود إليه، إن شاء اللَّه تعالى.<ref>بحار الانوار: ج ۱۰۰ ص ۲۶۷، ۲۶۸، به نقل از فرحة الغرى.</ref>
السلام عليك أيها الإمام و رحمة الله و بركاته. أستودعك الله و عليك السلام و رحمه الله و بركاته. آمنّا بالرسول و بما جئتم به و دعوتم إليه. اللهم لا تجعله آخر العهد من زيارتى وليّك. اللهم لا تحرمنى ثواب مزاره الذى أوجبت له، و يسّر لنا العود إليه، إن شاء اللَّه تعالى.<ref>بحار الانوار: ج ۱۰۰ ص ۲۶۷، ۲۶۸، به نقل از فرحة الغرى.</ref>
علامه مجلسى در ذيل اين زيارت مى ‏نويسد: در متن خبر، لفظى نيست كه بر اختصاص اين زيارت به روز عيد غدير دلالت داشته باشد.<ref>بحار الانوار: ج ۱۰۰ ص ۲۶۸، به نقل از فرحة الغرى.</ref>
'''ج) زيارت معروف غدير'''<ref>بحار الانوار: ج ۱۰۰ ص ۳۵۰ ح ۶ ، ص ۳۵۹-۳۶۸. مزار (شهيد اول): ص ۱۰۸.</ref>
زيارتى است كه از امام حسن عسكرى‏ عليه السلام از پدرش امام هادى‏ عليه السلام -  زمانى كه معتصم آن حضرت را تبعيد كرده بود -  نقل شده است كه فرمود: هر گاه زيارت آن حضرت را اراده كردى، جلوى درب قبه شريفه آن حضرت بايست و اذن دخول<ref>مزار (شهيد): ص ۱۹: اذن دخول براى اين زيارت را اين گونه بيان كرده است: «اللهم انّى وقفت على باب بيت من بيوت نبيك...». اذن دخول كه به معناى درخواست فرمان براى شرفيابى است، يكى از آداب زيارت مى ‏باشد. علاوه بر خواص و آثارى كه دارد مصداق روشنى از اظهار ادب است، چون زائر ادب است، چون زائر محب و با معرفت مى‏داند حضور در محضر امام معصوم‏ عليه السلام بى اذن خدا و رسول و حجت خدا و فرشتگان پذيرفته نيست. اين اذن، نه تنها هنگام ورود به حرم مطهرشان، بلكه در زمان حيات ظاهريشان نيز متداول بوده است. تا آنجا كه اصحاب خاص، وقتى عزم ديدار امام‏عليه السلام را مى‏ كردند، بر در منزل آن امام مى‏ايستادند و اجازه ورود مى‏ گرفتند. خداى متعال با صراحت در قرآن مجيد، مؤمنان را از وارد شدن بى‏اذن به خانه پيامبرصلى الله عليه وآله منع كرده، و در سوره احزاب آيه ۵۳ مى‏فرمايد: «يا ايها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبى الا ان يؤذن لكم»: اى كسانى كه ايمان آورده ‏ايد به خانه‏ هاى پيامبر وارد نشويد مگر اينكه به شما اذن داده شود. و خانه پيشوايان معصوم ‏عليه السلام به منزله خانه پيامبرصلى الله عليه وآله است. چنانكه امام ‏عليه السلام در همين زيارت در ابتداى اذن دخول مى‏ فرمايد: اللهم انى وقفت على باب بيت من بيوت نبيک ‏صلى الله عليه وآله: پروردگارا، من بر خانه‏اى از خانه ‏هاى پيامبرت ايستاده ‏ام.</ref> بگير و بگو:
اللهم انّى وقفت على باب بيت من بيوت نبيک صلى الله عليه وآله، و قد منعت الناس الدخول الى بيوته الا باذن نبيک ‏صلى الله عليه وآله؛ فقلت: «يا ايها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبى الا أن يؤذن لكم».<ref>احزاب /  ۵۳ .</ref> و انى اعتقد حرمة نبيک‏ صلى الله عليه و آله فى غيبته، كما اعتقد فى حضرته. و اعلم ان رسولك و خلفاءك احياء عندك يُرزقون. يرون مكانى فى وقتى هذا، و يسمعون كلامى، و أنك حجبت عن سمعى كلامهم، و فتحت باب فهمى بلذيذ مناجاتهم.
فانى استأذنك يا رب اولاً، و استأذن رسولك ثانياً، و استأذن خليفتك الامام المفترض على طاعته فى الدخول فى ساعتى هذه، و استأذن ملائكتك الموكّلين بهذه البقعة المباركة المطيعة لك السامعة.
السلام عليكم ايها الملائكة الموكّلون بهذا المشهد المبارك، و رحمة الله و بركاته.
باذن الله و اذن رسوله، و اذن خلفائه و اذن هذا الامام و اذنكم -  صلوات الله عليكم اجمعين -  ادخل هذا البيت، متقرّباً الى الله و رسوله محمد و آله الطاهرين. و كونوا ملائكة الله اعوانى و كونوا انصارى حتى ادخل هذا البيت، و ادعو الله بفنون الدعوات، و اعترف للَّه بالعبودية، و لهذا الامام و ابنائه -  صلوات الله عليهم -  بالطاعة.
سپس با پاى راست وارد شو و آهسته پيش برو تا به ضريح مطهر برسى. ضريح را رو به رو قرار بده و پشت به قبله بايست و بگو:
السَّلامُ عَلَى مُحَمَّدٍ رَسُولِ ‏اللهِ خَاتَمِ النَّبِيِّينَ وَ سَيِّدِ الْمُرْسَلِينَ وَ صَفْوَةِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. أَمِينِ اللَّهِ عَلَى وَحْيِهِ وَ عَزَائِمِ أَمْرِهِ وَ الْخَاتِمِ لِمَا سَبَقَ وَ الْفَاتِحِ لِمَا اسْتُقْبِلَ وَ الْمُهَيْمِنِ عَلَى ذَلِكَ كُلِّهِ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ وَ صَلَوَاتُهُ وَ تَحِيَّاتُهُ. السَّلامُ عَلَى أَنْبِيَاءِ اللَّهِ وَ رُسُلِهِ وَ مَلائِكَتِهِ الْمُقَرَّبِينَ وَ عِبَادِهِ الصَّالِحِينَ. السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَ سَيِّدَ الْوَصِيِّينَ وَ وَارِثَ عِلْمِ النَّبِيِّينَ وَ وَلِىَّ رَبِّ الْعَالَمِينَ وَ مَوْلاىَ وَ مَوْلَى الْمُؤْمِنِينَ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ. السَّلامُ عَلَيْكَ يَا مَوْلاىَ يَا أَمِيرَالْمُؤْمِنِينَ يَا أَمِينَ اللَّهِ فِى أَرْضِهِ وَ سَفِيرَهُ فِى خَلْقِهِ وَ حُجَّتَهُ الْبَالِغَةَ عَلَى عِبَادِهِ.
السَّلامُ عَلَيْكَ يَا دِينَ اللَّهِ الْقَوِيمَ وَ صِرَاطَهُ الْمُسْتَقِيمَ. السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبَأُ الْعَظِيمُ الَّذِى هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ وَ عَنْهُ يُسْأَلُونَ. السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ آمَنْتَ بِاللَّهِ وَ هُمْ مُشْرِكُونَ وَ صَدَّقْتَ بِالْحَقِّ وَ هُمْ مُكَذِّبُونَ وَ جَاهَدْتَ ]فِى اللَّهِ[ وَ هُمْ مُحْجِمُونَ ]مُجْمِحُونَ[ وَ عَبَدْتَ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ صَابِرا مُحْتَسِباً حَتَّى أَتَاكَ الْيَقِينُ، أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ. السَّلامُ عَلَيْكَ يَا سَيِّدَ الْمُسْلِمِينَ وَ يَعْسُوبَ الْمُؤْمِنِينَ وَ إِمَامَ الْمُتَّقِينَ وَ قَائِدَ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِينَ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ.
أَشْهَدُ أَنَّكَ أَخُو رَسُولِ ‏اللهِ، وَ وَصِيُّهُ، وَ وَارِثُ عِلْمِهِ، وَ أَمِينُهُ عَلَى شَرْعِهِ، وَ خَلِيفَتُهُ فِى أُمَّتِهِ، وَ أَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَ صَدَّقَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى نَبِيِّهِ. وَ أَشْهَدُ أَنَّهُ قَدْ بَلَّغَ عَنِ اللَّهِ مَا أَنْزَلَهُ فِيكَ. فَصَدَعَ بِأَمْرِهِ، وَ أَوْجَبَ عَلَى أُمَّتِهِ فَرْضَ طَاعَتِكَ وَ وِلايَتِكَ، وَ عَقَدَ عَلَيْهِمُ الْبَيْعَةَ لَكَ، وَ جَعَلَكَ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ كَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ كَذَلِكَ.
ثُمَّ أَشْهَدَ اللهَ تَعَالَى عَلَيْهِمْ فَقَالَ: أَ لَسْتُ قَدْ بَلَّغْتُ؟ فَقَالُوا: اللَّهُمَّ بَلَى. فَقَالَ: اللَّهُمَّ اشْهَدْ وَ كَفَى بِكَ شَهِيداً وَ حَاكِماً بَيْنَ الْعِبَادِ. فَلَعَنَ اللهُ جَاحِدَ وِلايَتِكَ بَعْدَ الْإِقْرَارِ وَ نَاكِثَ عَهْدِكَ بَعْدَ الْمِيثَاقِ.
وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ وَفَيْتَ بِعَهْدِ اللَّهِ تَعَالَى، وَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى مُوفٍ لَكَ بِعَهْدِهِ، وَ مَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهِ اللهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً.
وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، الْحَقُّ الَّذِى نَطَقَ بِوِلايَتِكَ التَّنْزِيلُ، وَ أَخَذَ لَكَ الْعَهْدَ عَلَى الْأُمَّةِ بِذَلِكَ الرَّسُولُ.
وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ وَ عَمَّكَ وَ أَخَاكَ الَّذِينَ تَاجَرْتُمُ اللَّهَ بِنُفُوسِكُمْ. فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِيكُمْ:
«إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَ أَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِى سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَ يُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِى التَّوْرَيةِ وَ الْإِنْجِيلِ وَ الْقُرْآنِ وَ مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِى بَايَعْتُمْ بِهِ وَ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ . التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ النَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ الْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَ بَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ».<ref>توبه /  ۱۱۱، ۱۱۲.</ref>
أَشْهَدُ يَا أَمِيرَالْمُؤْمِنِينَ أَنَّ الشَّاكَّ فِيكَ مَا آمَنَ بِالرَّسُولِ الْأَمِينِ، وَ أَنَّ الْعَادِلَ بِكَ غَيْرَكَ عَانِدٌ ]عَادِلٌ[ عَنِ الدِّينِ الْقَوِيمِ الَّذِى ارْتَضَاهُ لَنَا رَبُّ الْعَالَمِينَ وَ أَكْمَلَهُ بِوِلايَتِكَ يَوْمَ الْغَدِيرِ.
وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ الْمَعْنِىُّ بِقَوْلِ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ: «وَ أَنَّ هَذَا صِرَاطِى مُسْتَقِيما فَاتَّبِعُوهُ وَ لا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ».<ref>انعام /  ۱۵۳.</ref> ضَلَّ وَ اللَّهِ وَ أَضَلَّ مَنِ اتَّبَعَ سِوَاكَ وَ عَنَدَ عَنِ الْحَقِّ مَنْ عَادَاكَ. اللَّهُمَّ سَمِعْنَا لِأَمْرِكَ وَ أَطَعْنَا وَ اتَّبَعْنَا صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ، فَاهْدِنَا رَبَّنَا وَ لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا إِلَى طَاعَتِكَ وَ اجْعَلْنَا مِنَ الشَّاكِرِينَ لِأَنْعُمِكَ.
وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ لَمْ تَزَلْ لِلْهَوَى مُخَالِفاً، وَ لِلتُّقَى مُحَالِفاً، وَ عَلَى كَظْمِ الْغَيْظِ قَادِراً، وَ عَنِ النَّاسِ عَافِياً غَافِراً، وَ إِذَا عُصِىَ اللَّهُ سَاخِطاً، وَ إِذَا أُطِيعَ اللَّهُ رَاضِياً، وَ بِمَا عَهِدَ إِلَيْكَ عَامِلاً. رَاعِياً لِمَا اسْتُحْفِظْتَ، حَافِظاً لِمَا اسْتُودِعْتَ، مُبَلِّغاً مَا حُمِّلْتَ، مُنْتَظِراً مَا وُعِدْتَ.
وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ مَا اتَّقَيْتَ ضَارِعاً، وَ لا أَمْسَكْتَ عَنْ حَقِّكَ جَازِعاً، وَ لا أَحْجَمْتَ عَنْ مُجَاهَدَةِ غَاصِبِيكَ [عَاصِيكَ] نَاكِلاً، وَ لا أَظْهَرْتَ الرِّضَى بِخِلافِ مَا يُرْضِى اللَّهَ مُدَاهِناً، وَ لا وَهَنْتَ لِمَا أَصَابَكَ فِى سَبِيلِ اللَّهِ، وَ لا ضَعُفْتَ وَ لا اسْتَكَنْتَ عَنْ طَلَبِ حَقِّكَ مُرَاقِبا.
مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ تَكُونَ كَذَلِكَ، بَلْ إِذْ ظُلِمْتَ احْتَسَبْتَ رَبَّكَ، وَ فَوَّضْتَ إِلَيْهِ أَمْرَكَ. وَ ذَكَّرْتَهُمْ فَمَا ادَّكَرُوا، وَ وَعَظْتَهُمْ فَمَا اتَّعَظُوا، وَ خَوَّفْتَهُمُ اللَّهَ فَمَا تَخَوَّفُوا.
وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ يَا أَمِيرَالْمُؤْمِنِينَ جَاهَدْتَ فِى اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ، حَتَّى دَعَاكَ اللَّهُ إِلَى جِوَارِهِ، وَ قَبَضَكَ إِلَيْهِ بِاخْتِيَارِهِ، وَ أَلْزَمَ أَعْدَاءَكَ الْحُجَّةَ بِقَتْلِهِمْ إِيَّاكَ، لِتَكُونَ الْحُجَّةُ لَكَ عَلَيْهِمْ مَعَ مَا لَكَ مِنَ الْحُجَجِ الْبَالِغَةِ عَلَى جَمِيعِ خَلْقِهِ.
السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَالْمُؤْمِنِينَ. عَبَدْتَ اللَّهَ مُخْلِصا، وَ جَاهَدْتَ فِى اللَّهِ صَابِراً، وَ جُدْتَ بِنَفْسِكَ مُحْتَسِباً، وَ عَمِلْتَ بِكِتَابِهِ، وَ اتَّبَعْتَ سُنَّةَ نَبِيِّهِ، وَ أَقَمْتَ الصَّلاةَ، وَ آتَيْتَ الزَّكَاةَ، وَ أَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ، وَ نَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ. مَا اسْتَطَعْتَ مُبْتَغِيا مَا عِنْدَ اللَّهِ، رَاغِباً فِيمَا وَعَدَ اللَّهُ. لا تَحْفِلُ بِالنَّوَائِبِ، وَ لا تَهِنُ عِنْدَ الشَّدَائِدِ، وَ لا تَحْجِمُ عَنْ مُحَارِبٍ أَفِكَ مَنْ نَسَبَ غَيْرَ ذَلِكَ إِلَيْكَ، وَ افْتَرَى بَاطِلاً عَلَيْكَ، وَ أَوْلَى لِمَنْ عَنَدَ عَنْكَ.
لَقَدْ جَاهَدْتَ فِي اللَّهِ حَقَّ الْجِهَادِ، وَ صَبَرْتَ عَلَى الْأَذَى صَبْرَ احْتِسَابٍ، وَ أَنْتَ أَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ، وَ صَلَّى لَهُ، وَ جَاهَدَ وَ أَبْدَى صَفْحَتَهُ فِى دَارِ الشِّرْكِ، وَ الْأَرْضُ مَشْحُونَةٌ ضَلالَةً، وَ الشَّيْطَانُ يُعْبَدُ جَهْرَةً. وَ أَنْتَ الْقَائِلُ: لا تَزِيدُنِى كَثْرَةُ النَّاسِ حَوْلِى عِزَّةً وَ لا تَفَرُّقُهُمْ عَنِّى وَحْشَةً، وَ لَوْ أَسْلَمَنِى النَّاسُ جَمِيعاً لَمْ أَكُنْ مُتَضَرِّعاً.
اعْتَصَمْتَ بِاللَّهِ فَعَزَزْتَ وَ آثَرْتَ الْآخِرَةَ عَلَى الْأُولَى. فَزَهِدْتَ وَ أَيَّدَكَ اللَّهُ وَ هَدَاكَ وَ أَخْلَصَكَ وَ اجْتَبَاكَ. فَمَا تَنَاقَضَتْ أَفْعَالُكَ، وَ لا اخْتَلَفَتْ أَقْوَالُكَ، وَ لا تَقَلَّبَتْ أَحْوَالُكَ، وَ لا ادَّعَيْتَ وَ لا افْتَرَيْتَ عَلَى اللَّهِ كَذِباً، وَ لا شَرِهْتَ إِلَى الْحُطَامِ، وَ لا دَنَّسَكَ الْآثَامُ. وَ لَمْ تَزَلْ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكَ وَ يَقِينٍ مِنْ أَمْرِكَ، تَهْدِى إِلَى الْحَقِّ وَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ.
أَشْهَدُ شَهَادَةَ حَقٍّ، وَ أُقْسِمُ بِاللَّهِ قَسَمَ صِدْقٍ أَنَّ مُحَمَّداً وَ آلَهُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ سَادَاتُ الْخَلْقِ، وَ أَنَّكَ مَوْلاىَ وَ مَوْلَى الْمُؤْمِنِينَ، وَ أَنَّكَ عَبْدُ اللَّهِ وَ وَلِيُّهُ وَ أَخُو الرَّسُولِ وَ وَصِيُّهُ وَ وَارِثُهُ، وَ أَنَّهُ الْقَائِلُ لَكَ: وَ الَّذِى بَعَثَنِى بِالْحَقِّ مَا آمَنَ بِى مَنْ كَفَرَ بِكَ وَ لا أَقَرَّ بِاللَّهِ مَنْ جَحَدَكَ، وَ قَدْ ضَلَّ مَنْ صَدَّ عَنْكَ، وَ لَمْ يَهْتَدِ إِلَى اللَّهِ وَ لا إِلَىَّ مَنْ لا يَهْتَدِى بِكَ، وَ هُوَ قَوْلُ رَبِّى عَزَّ وَ جَلَّ: «وَ إِنِّى لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى»<ref>طه /  ۸۲ .</ref>، إِلَى وِلايَتِكَ.
مَوْلاىَ، فَضْلُكَ لا يَخْفَى، وَ نُورُكَ لا يُطْفَأُ [لا يُطْفَى]، وَ أَنَّ مَنْ جَحَدَكَ الظَّلُومُ الْأَشْقَى. مَوْلاىَ، أَنْتَ الْحُجَّةُ عَلَى الْعِبَادِ، وَ الْهَادِى إِلَى الرَّشَادِ، وَ الْعُدَّةُ لِلْمَعَادِ. مَوْلاىَ، لَقَدْ رَفَعَ اللَّهُ فِى الْأُولَى مَنْزِلَتَكَ، وَ أَعْلَى فِى الْآخِرَةِ دَرَجَتَكَ، وَ بَصَّرَكَ مَا عَمِىَ عَلَى مَنْ خَالَفَكَ، وَ حَالَ بَيْنَكَ وَ بَيْنَ مَوَاهِبِ اللهِ لَكَ.
فَلَعَنَ اللَّهُ مُسْتَحِلِّى الْحُرْمَةِ مِنْكَ، وَ ذَائِدِى الْحَقِّ عَنْكَ، وَ أَشْهَدُ أَنَّهُمُ الْأَخْسَرُونَ الَّذِينَ تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَ هُمْ فِيهَا كَالِحُونَ.
وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ مَا أَقْدَمْتَ وَ لا أَحْجَمْتَ وَ لا نَطَقْتَ وَ لا أَمْسَكْتَ إِلا بِأَمْرٍ مِنَ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ؛ قُلْتَ: وَ الَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ، لَقَدْ نَظَرَ إِلَىَّ رَسُولُ ‏اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ أَضْرِبُ بِالسَّيْفِ قُدْما. فَقَالَ: يَا عَلِىُّ، أَنْتَ مِنِّى بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى، إِلا أَنَّهُ لا نَبِىَّ بَعْدِى، وَ أُعْلِمُكَ أَنَّ مَوْتَكَ وَ حَيَاتَكَ مَعِى وَ عَلَى سُنَّتِى. فَوَ اللَّهِ مَا كَذِبْتُ وَ لا كُذِبْتُ وَ لا ضَلَلْتُ وَ لا ضُلَّ بِى وَ لا نَسِيتُ مَا عَهِدَ إِلَىَّ رَبِّى، وَ إِنِّى لَعَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّى، بَيَّنَهَا لِنَبِيِّهِ وَ بَيَّنَهَا النَّبِىُّ لِى، وَ إِنِّى لَعَلَى الطَّرِيقِ الْوَاضِحِ، أَلْفِظُهُ لَفْظاً. صَدَقْتَ وَ اللَّهِ وَ قُلْتَ الْحَقَّ، فَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ سَاوَاكَ بِمَنْ نَاوَاكَ، وَ اللَّهُ جَلَّ اسْمُهُ يَقُولُ: «هَلْ يَسْتَوِى الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ».<ref>زمر /  ۹.</ref>
فَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ عَدَلَ بِكَ مَنْ فَرَضَ اللَّهُ عَلَيْهِ وِلايَتَكَ وَ أَنْتَ وَلِىُّ اللَّهِ وَ أَخُو رَسُولِهِ وَ الذَّابُّ عَنْ دِينِهِ، وَ الَّذِى نَطَقَ الْقُرْآنُ بِتَفْضِيلِهِ؛ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: «وَ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً دَرَجَاتٍ مِنْهُ وَ مَغْفِرَةً وَ رَحْمَةً وَ كَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً».<ref>نساء /  ۹۵، ۹۶.</ref>
وَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: «أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَ عِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ وَ جَاهَدَ فِى سَبِيلِ اللَّهِ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ وَ اللَّهُ لا يَهْدِى الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ. الَّذِينَ آمَنُوا وَ هَاجَرُوا وَ جَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَ أَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَ أُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ. يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَ رِضْوَانٍ وَ جَنَّاتٍ لَهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدا إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ».<ref>توبه /  ۱۹-۲۲.</ref>
أَشْهَدُ أَنَّكَ الْمَخْصُوصُ بِمِدْحَةِ اللَّهِ، الْمُخْلِصُ لِطَاعَةِ اللَّهِ، لَمْ تَبْغِ بِالْهُدَى بَدَلاً وَ لَمْ تُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّكَ أَحَداً. وَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى اسْتَجَابَ لِنَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فِيكَ دَعْوَتَهُ، ثُمَّ أَمَرَهُ بِإِظْهَارِ مَا أَوْلاكَ لِأُمَّتِهِ إِعْلاءً لِشَأْنِكَ، وَ إِعْلاناً لِبُرْهَانِكَ، وَ دَحْضاً لِلْأَبَاطِيلِ وَ قَطْعاً لِلْمَعَاذِيرِ.
فَلَمَّا أَشْفَقَ مِنْ فِتْنَةِ الْفَاسِقِينَ وَ اتَّقَى فِيكَ الْمُنَافِقِينَ، أَوْحَى إِلَيْهِ رَبُّ الْعَالَمِينَ: «يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَ اللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ».<ref>مائده /  ۶۷ .</ref>
فَوَضَعَ عَلَى نَفْسِهِ أَوْزَارَ الْمَسِيرِ، وَ نَهَضَ فِى رَمْضَاءِ الْهَجِيرِ. فَخَطَبَ وَ أَسْمَعَ وَ نَادَى فَأَبْلَغَ. ثُمَّ سَأَلَهُمْ أَجْمَعَ فَقَالَ: هَلْ بَلَّغْتُ؟ فَقَالُوا: اللَّهُمَّ بَلَى. فَقَالَ: اللَّهُمَّ اشْهَدْ. ثُمَّ قَالَ: أَلَسْتُ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ؟ فَقَالُوا: بَلَى. فَأَخَذَ بِيَدِكَ وَ قَالَ: مَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَهَذَا عَلِىٌّ مَوْلاهُ، اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاهُ وَ عَادِ مَنْ عَادَاهُ وَ انْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ وَ اخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ.
فَمَا آمَنَ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيكَ عَلَى نَبِيِّهِ إِلاّ قَلِيلٌ، وَ لا زَادَ أَكْثَرَهُمْ غَيْرَ تَخْسِيرٍ. وَ لَقَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى فِيكَ مِنْ قَبْلُ وَ هُمْ كَارِهُونَ: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِى اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَ يُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِى سَبِيلِ اللَّهِ وَ لا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَ اللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ. إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَ هُمْ رَاكِعُونَ. وَ مَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ».<ref>مائده /  ۵۴-۵۶ .</ref>
«رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَ اتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ».<ref>آل‏ عمران /  ۵۳ .</ref> «رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَ هَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ».<ref>آل‏ عمران /  ۸ .</ref>
اللَّهُمَّ إِنَّا نَعْلَمُ أَنَّ هَذَا هُوَ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِكَ فَالْعَنْ مَنْ عَارَضَهُ وَ اسْتَكْبَرَ وَ كَذَّبَ بِهِ وَ كَفَرَ، «وَ سَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَىَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ».<ref>شعراء /  ۲۲۷.</ref>
السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَ سَيِّدَ الْوَصِيِّينَ وَ أَوَّلَ الْعَابِدِينَ وَ أَزْهَدَ الزَّاهِدِينَ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ وَ صَلَوَاتُهُ وَ تَحِيَّاتُهُ. أَنْتَ مُطْعِمُ الطَّعَامِ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَ يَتِيماً وَ أَسِيراً لِوَجْهِ اللَّهِ، لا تُرِيدُ مِنْهُمْ جَزَاءً وَ لا شُكُوراً. وَ فِيكَ أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: «وَ يُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَ لَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَ مَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ».<ref>حشر /  ۹.</ref>
وَ أَنْتَ الْكَاظِمُ لِلْغَيْظِ وَ الْعَافِى عَنِ النَّاسِ وَ اللَّه يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ، وَ أَنْتَ الصَّابِرُ فِى الْبَأْسَاءِ وَ الضَّرَّاءِ وَ حِينَ الْبَأْسِ، وَ أَنْتَ الْقَاسِمُ بِالسَّوِيَّةِ وَ الْعَادِلُ فِى الرَّعِيَّةِ وَ الْعَالِمُ بِحُدُودِ اللَّهِ مِنْ جَمِيعِ الْبَرِيَّةِ، وَ اللَّهُ تَعَالَى أَخْبَرَ عَمَّا أَوْلاكَ مِنْ فَضْلِهِ بِقَوْلِهِ: «أَ فَمَنْ كَانَ مُؤْمِنا كَمَنْ كَانَ فَاسِقاً لا يَسْتَوُونَ. أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى نُزُلاً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ».<ref>سجده /  ۱۸، ۱۹.</ref>
وَ أَنْتَ الْمَخْصُوصُ بِعِلْمِ التَّنْزِيلِ وَ حُكْمِ التَّأْوِيلِ وَ نَصِّ الرَّسُولِ، وَ لَكَ الْمَوَاقِفُ الْمَشْهُودَةُ وَ الْمَقَامَاتُ الْمَشْهُورَةُ وَ الْأَيَّامُ الْمَذْكُورَةُ؛ يَوْمَ بَدْرٍ وَ يَوْمَ الْأَحْزَابِ، إِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَ بَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَ تَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا.
«هُنَالِكَ ابْتُلِىَ الْمُؤْمِنُونَ وَ زُلْزِلُوا زِلْزَالاً شَدِيداً . وَ إِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَ الَّذِينَ فِى قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَ رَسُولُهُ إِلا غُرُوراً . وَ إِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَ يَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِىَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَ مَا هِىَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلا فِرَارا».<ref>احزاب /  ۱۱-۱۳.</ref>
وَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: «وَ لَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ صَدَقَ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ مَا زَادَهُمْ إِلا إِيمَاناً وَ تَسْلِيماً».<ref>احزاب /  ۲۲.</ref> فَقَتَلْتَ عَمْرَهُمْ، وَ هَزَمْتَ جَمْعَهُمْ، وَ رَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْراً، وَ كَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ، وَ كَانَ اللَّهُ قَوِيّاً عَزِيزاً.
وَ يَوْمَ أُحُدٍ إِذْ يُصْعِدُونَ وَ لا يَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ وَ الرَّسُولُ يَدْعُوهُمْ فِى أُخْرَاهُمْ وَ أَنْتَ تَذُودُ بُهَمَ الْمُشْرِكِينَ عَنِ النَّبِىِّ ذَاتَ الْيَمِينِ وَ ذَاتَ الشِّمَالِ، حَتَّى رَدَّهُمُ اللَّهُ تَعَالَى عَنْكُمَا خَائِفِينَ وَ نَصَرَ بِكَ الْخَاذِلِينَ.
«وَ يَوْمَ حُنَيْنٍ» -  عَلَى مَا نَطَقَ بِهِ التَّنْزِيلُ -  «إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئا وَ ضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ. ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ»<ref>توبه /  ۲۵، ۲۶.</ref>؛ وَ الْمُؤْمِنُونَ أَنْتَ. وَ مَنْ يَلِيكَ، وَ عَمُّكَ الْعَبَّاسُ يُنَادِى الْمُنْهَزِمِينَ: يَا أَصْحَابَ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، يَا أَهْلَ بَيْعَةِ الشَّجَرَةِ. حَتَّى اسْتَجَابَ لَهُ قَوْمٌ قَدْ كَفَيْتَهُمُ الْمَئُونَةَ وَ تَكَفَّلْتَ دُونَهُمُ الْمَعُونَةَ. فَعَادُوا آيِسِينَ مِنَ الْمَثُوبَةِ، رَاجِينَ وَعْدَ اللَّهِ تَعَالَى بِالتَّوْبَةِ؛ وَ ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ جَلَّ ذِكْرُهُ: «ثُمَّ يَتُوبُ اللَّهُ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَلَى مَنْ يَشَاءُ».<ref>توبه /  ۲۷.</ref> وَ أَنْتَ حَائِزٌ دَرَجَةَ الصَّبْرِ، فَائِزٌ بِعَظِيمِ الْأَجْرِ.
وَ يَوْمَ خَيْبَرَ إِذْ أَظْهَرَ اللَّهُ خَوَرَ الْمُنَافِقِينَ، وَ قَطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ، وَ الْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. «وَ لَقَدْ كَانُوا عَاهَدُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ لا يُوَلُّونَ الْأَدْبَارَ وَ كَانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْئُولاً».<ref>احزاب /  ۱۵.</ref>
مَوْلاىَ، أَنْتَ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ، وَ الْمَحَجَّةُ الْوَاضِحَةُ، وَ النِّعْمَةُ السَّابِغَةُ، وَ الْبُرْهَانُ الْمُنِيرُ. فَهَنِيئاً لَكَ بِمَا آتَاكَ اللَّهُ مِنْ فَضْلٍ وَ تَبّاً لِشَانِئِكَ ذِى الْجَهْلِ. شَهِدْتَ مَعَ النَّبِىِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ جَمِيعَ حُرُوبِهِ وَ مَغَازِيهِ، تَحْمِلُ الرَّايَةَ أَمَامَهُ وَ تَضْرِبُ بِالسَّيْفِ قُدَّامَهُ.
ثُمَّ لِحَزْمِكَ الْمَشْهُورِ وَ بَصِيرَتِكَ فِى الْأُمُورِ أَمَّرَكَ فِى الْمَوَاطِنِ، وَ لَمْ يَكُنْ عَلَيْكَ أَمِيرٌ. وَ كَمْ مِنْ أَمْرٍ صَدَّكَ عَنْ إِمْضَاءِ عَزْمِكَ فِيهِ التُّقَى، وَ اتَّبَعَ غَيْرُكَ فِى مِثْلِهِ الْهَوَى. فَظَنَّ الْجَاهِلُونَ أَنَّكَ عَجَزْتَ عَمَّا إِلَيْهِ انْتَهَى.
ضَلَّ وَ اللهِ الظَّانُّ لِذَلِكَ وَ مَا اهْتَدَى، وَ لَقَدْ أَوْضَحْتَ مَا أَشْكَلَ مِنْ ذَلِكَ لِمَنْ تَوَهَّمَ وَ امْتَرَى بِقَوْلِكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ: قَدْ يَرَى الْحُوَّلُ الْقُلَّبُ وَجْهَ الْحِيلَةِ وَ دُونَهَا حَاجِزٌ مِنْ تَقْوَى اللَّهِ فَيَدَعُهَا رَأْىَ الْعَيْنِ، وَ يَنْتَهِزُ فُرْصَتَهَا مَنْ لا حَرِيجَةَ ]جَرِيحَةَ[ لَهُ فِى الدِّينِ. صَدَقْتَ وَ اللَّهِ وَ خَسِرَ الْمُبْطِلُونَ.
وَ إِذْ مَاكَرَكَ النَّاكِثَانِ فَقَالا: نُرِيدُ الْعُمْرَةَ. فَقُلْتَ لَهُمَا: لَعَمْرُكُمَا مَا تُرِيدَانِ الْعُمْرَةَ، لَكِنْ تُرِيدَانِ الْغَدْرَةَ. فَأَخَذْتَ الْبَيْعَةَ عَلَيْهِمَا وَ جَدَّدْتَ الْمِيثَاقَ، فَجَدَّا فِى النِّفَاقِ. فَلَمَّا نَبَّهْتَهُمَا عَلَى فِعْلِهِمَا، أَغْفَلا وَ عَادَا وَ مَا انْتَفَعَا، وَ كَانَ عَاقِبَةُ أَمْرِهِمَا خُسْراً.
ثُمَّ تَلاهُمَا أَهْلُ الشَّامِ. فَسِرْتَ إِلَيْهِمْ بَعْدَ الْإِعْذَارِ، وَ هُمْ لا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ وَ لا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ، هَمَجٌ رَعَاعٌ ضَالُّونَ، وَ بِالَّذِى أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ فِيكَ كَافِرُونَ وَ لِأَهْلِ الْخِلافِ عَلَيْكَ نَاصِرُونَ. وَ قَدْ أَمَرَ اللَّهُ تَعَالَى بِاتِّبَاعِكَ وَ نَدَبَ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى نَصْرِكَ وَ قَالَ عَزَّ وَ جَلَّ: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَ كُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ».<ref>توبه /  ۱۱۹.</ref>
مَوْلاىَ، بِكَ ظَهَرَ الْحَقُّ وَ قَدْ نَبَذَهُ الْخَلْقُ، وَ أَوْضَحْتَ السُّنَنَ بَعْدَ الدُّرُوسِ وَ الطَّمْسِ. فَلَكَ سَابِقَةُ الْجِهَادِ عَلَى تَصْدِيقِ التَّنْزِيلِ، وَ لَكَ فَضِيلَةُ الْجِهَادِ عَلَى تَحْقِيقِ التَّأْوِيلِ. وَ عَدُوُّكَ عَدُوُّ اللَّهِ، جَاحِدٌ لِرَسُولِ ‏اللَّهِ. يَدْعُو بَاطِلاً، وَ يَحْكُمُ جَائِراً، وَ يَتَأَمَّرُ غَاصِباً، وَ يَدْعُو حِزْبَهُ إِلَى النَّارِ.
وَ عَمَّارٌ يُجَاهِدُ وَ يُنَادِى بَيْنَ الصَّفَّيْنِ: الرَّوَاحَ الرَّوَاحَ إِلَى الْجَنَّةِ. وَ لَمَّا اسْتَسْقَى فَسُقِىَ اللَّبَنَ، كَبَّرَ وَ قَالَ: قَالَ لِى رَسُولُ‏اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: آخِرُ شَرَابِكَ مِنَ الدُّنْيَا ضَيَاحٌ مِنْ لَبَنٍ، وَ تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ. فَاعْتَرَضَهُ أَبُو الْعَادِيَةِ الْفَزَارِىُّ فَقَتَلَهُ. فَعَلَى أَبِى الْعَادِيَةِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَ لَعْنَةُ مَلائِكَتِهِ وَ رُسُلِهِ أَجْمَعِينَ، وَ عَلَى مَنْ سَلَّ سَيْفَهُ عَلَيْكَ وَ سَلَلْتَ سَيْفَكَ عَلَيْهِ -  يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ -  مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَ الْمُنَافِقِينَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، وَ عَلَى مَنْ رَضِىَ بِمَا سَاءَكَ وَ لَمْ يَكْرَهْهُ وَ أَغْمَضَ عَيْنَهُ وَ لَمْ يُنْكِرْ أَوْ أَعَانَ عَلَيْكَ بِيَدٍ أَوْ لِسَانٍ أَوْ قَعَدَ عَنْ نَصْرِكَ أَوْ خَذَلَ عَنِ الْجِهَادِ مَعَكَ أَوْ غَمَطَ فَضْلَكَ وَ جَحَدَ حَقَّكَ أَوْ عَدَلَ بِكَ مَنْ جَعَلَكَ اللَّهُ أَوْلَى بِهِ مِنْ نَفْسِهِ.
وَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ وَ سَلامُهُ وَ تَحِيَّاتُهُ وَ عَلَى الْأَئِمَّةِ مِنْ آلِكَ الطَّاهِرِينَ، إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.
وَ الْأَمْرُ الْأَعْجَبُ وَ الْخَطْبُ الْأَفْظَعُ بَعْدَ جَحْدِكَ حَقَّكَ غَصْبُ الصِّدِّيقَةِ الطَّاهِرَةِ الزَّهْرَاءِ سَيِّدَةِ النِّسَاءِ فَدَكاً، وَ رَدُّ شَهَادَتِكَ وَ شَهَادَةِ السَّيِّدَيْنِ سُلالَتِكَ وَ عِتْرَةِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكُمْ. وَ قَدْ أَعْلَى اللَّهُ تَعَالَى عَلَى الْأُمَّةِ دَرَجَتَكُمْ، وَ رَفَعَ مَنْزِلَتَكُمْ، وَ أَبَانَ فَضْلَكُمْ، وَ شَرَّفَكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ؛ فَأَذْهَبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ وَ طَهَّرَكُمْ تَطْهِيراً. قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: «إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً. إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً. وَ إِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً. إِلا الْمُصَلِّينَ».<ref>معارج /  ۱۹-۲۲.</ref> فَاسْتَثْنَى اللَّهُ تَعَالَى نَبِيَّهُ الْمُصْطَفَى وَ أَنْتَ يَا سَيِّدَ الْأَوْصِيَاءِ مِنْ جَمِيعِ الْخَلْقِ، فَمَا أَعْمَهَ مَنْ ظَلَمَكَ عَنِ الْحَقِّ.
ثُمَّ أَفْرَضُوكَ سَهْمَ ذَوِى الْقُرْبَى مَكْراً، وَ أَحَادُوهُ عَنْ أَهْلِهِ جَوْراً. فَلَمَّا آلَ الْأَمْرُ إِلَيْكَ، أَجْرَيْتَهُمْ عَلَى مَا أَجْرَيَا رَغْبَةً عَنْهُمَا بِمَا عِنْدَ اللَّهِ لَكَ.


== پانویس ==
== پانویس ==