۲۱٬۹۷۲
ویرایش
خط ۴۵۰: | خط ۴۵۰: | ||
<big>أَنْشَأَهُمْ فِى الْقِدَمِ قَبْلَ كُلِّ مَذْرُوٍّ وَ مَبْرُوٍّ، أَنْوَاراً أَنْطَقَهَا بِتَحْمِيدِهِ وَ أَلْهَمَهَا شُكْرَهُ وَ تَمْجِيدَهُ، وَ جَعَلَهَا الْحُجَجَ عَلَى كُلِّ مُعْتَرِفٍ لَهُ بِمَلَكَةِ الرُّبُوبِيَّةِ وَ سُلْطَانِ الْعُبُودِيَّةِ، وَ اسْتَنْطَقَ بِهَا الْخَرَسَاتِ بِأَنْوَاعِ اللُّغَاتِ بُخُوعاً لَهُ فَإِنَّهُ <ref>مصباح المتهجد: «بأنه» . </ref> فَاطِرُ الْأَرَضِينَ وَ السَّمَاوَاتِ، وَ أَشْهَدَهُمْ خَلْقَهُ وَ وَلاّهُمْ <ref>مصباح المتهجد: «فولاهم» .</ref> مَا شَاءَ مِنْ أَمْرِهِ. جَعَلَهُمُ تَرَاجِمَ مَشِيَّتِهِ وَ أَلْسُنَ إِرَادَتِهِ عَبِيداً لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَ هُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ، يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَ ما خَلْفَهُمْ، وَ لا يَشْفَعُونَ <ref>انبياءعليهم السلام / ۲۹ ، ۲۸.</ref> إِلاّ لِمَنِ ارْتَضى وَ هُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ.</big> | <big>أَنْشَأَهُمْ فِى الْقِدَمِ قَبْلَ كُلِّ مَذْرُوٍّ وَ مَبْرُوٍّ، أَنْوَاراً أَنْطَقَهَا بِتَحْمِيدِهِ وَ أَلْهَمَهَا شُكْرَهُ وَ تَمْجِيدَهُ، وَ جَعَلَهَا الْحُجَجَ عَلَى كُلِّ مُعْتَرِفٍ لَهُ بِمَلَكَةِ الرُّبُوبِيَّةِ وَ سُلْطَانِ الْعُبُودِيَّةِ، وَ اسْتَنْطَقَ بِهَا الْخَرَسَاتِ بِأَنْوَاعِ اللُّغَاتِ بُخُوعاً لَهُ فَإِنَّهُ <ref>مصباح المتهجد: «بأنه» . </ref> فَاطِرُ الْأَرَضِينَ وَ السَّمَاوَاتِ، وَ أَشْهَدَهُمْ خَلْقَهُ وَ وَلاّهُمْ <ref>مصباح المتهجد: «فولاهم» .</ref> مَا شَاءَ مِنْ أَمْرِهِ. جَعَلَهُمُ تَرَاجِمَ مَشِيَّتِهِ وَ أَلْسُنَ إِرَادَتِهِ عَبِيداً لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَ هُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ، يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَ ما خَلْفَهُمْ، وَ لا يَشْفَعُونَ <ref>انبياءعليهم السلام / ۲۹ ، ۲۸.</ref> إِلاّ لِمَنِ ارْتَضى وَ هُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ.</big> | ||
يَحْكُمُونَ بِأَحْكَامِهِ وَ يَسْتَنُّونَ بِسُنَّتِهِ وَ | <big>يَحْكُمُونَ بِأَحْكَامِهِ وَ يَسْتَنُّونَ بِسُنَّتِهِ وَ يَعْتَمِدُونَ <ref>المصباح (كفعمى) : «يقيمون» . </ref> حُدُودَهُ وَ يُؤَدُّونَ فَرْضَهُ <ref>المصباح (كفعمى) : «فروضه» .</ref> ، وَ لَمْ يَدَعِ الْخَلْقَ فِى بُهَمٍ صُمّاً وَ لا فِى عَمْيَاءَ بُكْماً بَلْ جَعَلَ لَهُمْ عُقُولاً.</big> | ||
<big>مَازَجَتْ شَوَاهِدَهُمْ وَ تَفَرَّقَتْ فِى هَيَاكِلِهِمْ وَ حَقَّقَهَا فِى نُفُوسِهِمْ، وَ اسْتَعْبَدَ لَهَا حَوَاسَّهُمْ فَقَرَّرَ بِهَا عَلَى أَسْمَاعٍ وَ نَوَاظِرَ وَ أَفْكَارٍ وَ خَوَاطِرَ، أَلْزَمَهُمْ بِهَا حُجَّتَهُ وَ أَرَاهُمْ بِهَا مَحَجَّتَهُ وَ أَنْطَقَهُمْ عَمَّا شَهِدَ<ref>مصباح المتهجد: «تشهد به» .</ref> بِأَلْسُنٍ. ذَرِبَةٍ بِمَا قَامَ فِيهَا مِنْ قُدْرَتِهِ وَ حِكْمَتِهِ وَ بَيَّنَ عِنْدَهُمْ بِهَا، لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَ يَحْيى مَنْ حَىَّ عَنْ بَيِّنَةٍ<ref>اشاره به آيه ۴۲ سوره انفاق.</ref>، وَ إِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ بَصِيرٌ شَاهِدٌ خَبِيرٌ.</big> | |||
<big>ثُمَّ <ref>المصباح (كفعمى) : «و اعلموا» .</ref> إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى جَمَعَ لَكُمْ مَعْشَرَ الْمُؤْمِنِينَ فِى هَذَا الْيَوْمِ عِيدَيْنِ عَظِيمَيْنِ كَبِيرَيْنِ، لا يَقُومُ أَحَدُهُمَا إِلاّ بِصَاحِبِهِ. <ref>مصباح الزائر: «بصاحره» . </ref> لِيُكْمِلَ عِنْدَكُمْ جَمِيلَ صَنِيعَتِهِ <ref>مصباح المتهجد و المصباح كفعمى: «صنعه» . </ref> وَ يَقِفَكُمْ عَلَى طَرِيقِ رُشْدِهِ، وَ يَقْفُو بِكُمْ آثَارَ الْمُسْتَضِيئِينَ بِنُورِ هِدَايَتِهِ، وَ يَشْمَلَكُمْ<ref> مصباح المتهجد: «و يسلككم» . المصباح (كفعمى) : «و يسهل لكم» . </ref> مِنْهَاجَ قَصْدِهِ، وَ يُوَفِّرَ عَلَيْكُمْ هَنِىءَ رِفْدِهِ.</big> | |||
<big>فَجَعَلَ الْجُمُعَةَ مَجْمَعاً نَدَبَ إِلَيْهِ لِتَطْهِيرِ مَا كَانَ قَبْلَهُ وَ غَسْلِ مَا كَانَ أَوْقَعَتْهُ مَكَاسِبُ السَّوْءِ مِنْ مِثْلِهِ إِلَى مِثْلِهِ، وَ ذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ، وَ تِبْيَانِ <ref>المصباح (كفعمى) : «بيان» .</ref> خَشْيَةِ الْمُتَّقِينَ، وَ وَهَبَ مِنْ ثَوَابِ الْأَعْمَالِ فِيهِ أَضْعَافَ مَا وَهَبَ لِأَهْلِ طَاعَتِهِ فِى الْأَيَّامِ قَبْلَهُ، وَ جَعَلَهُ لا يَتِمُّ إِلاّ بِالايْتِمَارِ لِمَا أُمِرَ بِهِ، وَ الانْتِهَاءِ عَمَّا نُهِىَ عَنْهُ، وَ الْبُخُوعِ بِطَاعَتِهِ فِيمَا حَثَّ عَلَيْهِ وَ نَدَبَ إِلَيْهِ.</big> | |||
<big>فَلا يَقْبَلُ تَوْحِيدَهُ <ref>مصباح الزائر: «ولا» .</ref> إِلاّ بِالاعْتِرَافِ لِنَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ بِنُبُوَّتِهِ، وَ لا يَقْبَلُ دَيْناً إِلاّ بِوَلايَةِ مَنْ أَمَرَ بِوَلايَتِهِ، وَ لا تَنْتَظِمُ أَسْبَابُ طَاعَتِهِ إِلاّ بِالتَّمَسُّكِ بِعِصَمِهِ وَ عِصَمِ أَهْلِ وَلايَتِهِ. فَأَنْزَلَ عَلَى نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فِى يَوْمَ الدَّوْحِ مَا بَيَّنَ بِهِ <ref>مصباح المتهجد: «عنه» .</ref> عَنْ إِرَادَتِهِ فِى خُلَصَائِهِ وَ ذَوِى اجْتِبَائِهِ <ref>المصباح (كفعمى) : «احبائه» .</ref> ، وَ أَمَرَهُ بِالْبَلاغِ وَ تَرْكِ الْحَفْلِ بِأَهْلِ الزَّيْغِ وَ النِّفَاقِ، وَ ضَمِنَ لَهُ عِصْمَتَهُ مِنْهُمْ، وَ كَشَفَ مِنْ خَبَايَا أَهْلِ الرَّيْبِ وَ ضَمَائِرِ أَهْلِ الارْتِدَادِ مَا رَمَزَ فِيهِ. <ref>المصباح (كفعمى) : «فيه رمز» . </ref></big> | |||