پرش به محتوا

محتوای زیارت غدیریه: تفاوت میان نسخه‌ها

خط ۶۶۰: خط ۶۶۰:
ثُمَّ تَلاهُمَا أَهْلُ الشَّامِ. فَسِرْتَ إِلَيْهِمْ بَعْدَ الْإِعْذَارِ، وَ هُمْ لا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ وَ لا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ، هَمَجٌ رَعَاعٌ ضَالُّونَ، وَ بِالَّذِى أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ فِيکَ كَافِرُونَ وَ لِأَهْلِ الْخِلافِ عَلَيْکَ نَاصِرُونَ. وَ قَدْ أَمَرَ اللَّهُ تَعَالَى بِاتِّبَاعِکَ وَ نَدَبَ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى نَصْرِکَ وَ قَالَ عَزَّ وَ جَلَّ: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَ كُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ».<ref>توبه /  ۱۱۹.</ref>
ثُمَّ تَلاهُمَا أَهْلُ الشَّامِ. فَسِرْتَ إِلَيْهِمْ بَعْدَ الْإِعْذَارِ، وَ هُمْ لا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ وَ لا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ، هَمَجٌ رَعَاعٌ ضَالُّونَ، وَ بِالَّذِى أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ فِيکَ كَافِرُونَ وَ لِأَهْلِ الْخِلافِ عَلَيْکَ نَاصِرُونَ. وَ قَدْ أَمَرَ اللَّهُ تَعَالَى بِاتِّبَاعِکَ وَ نَدَبَ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى نَصْرِکَ وَ قَالَ عَزَّ وَ جَلَّ: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَ كُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ».<ref>توبه /  ۱۱۹.</ref>


مَوْلاىَ، بِکَ ظَهَرَ الْحَقُّ وَ قَدْ نَبَذَهُ الْخَلْقُ، وَ أَوْضَحْتَ السُّنَنَ بَعْدَ الدُّرُوسِ وَ الطَّمْسِ. فَلَكَ سَابِقَةُ الْجِهَادِ عَلَى تَصْدِيقِ التَّنْزِيلِ، وَ لَكَ فَضِيلَةُ الْجِهَادِ عَلَى تَحْقِيقِ التَّأْوِيلِ. وَ عَدُوُّكَ عَدُوُّ اللَّهِ، جَاحِدٌ لِرَسُولِ ‏اللَّهِ. يَدْعُو بَاطِلاً، وَ يَحْكُمُ جَائِراً، وَ يَتَأَمَّرُ غَاصِباً، وَ يَدْعُو حِزْبَهُ إِلَى النَّارِ.
مَوْلاىَ، بِکَ ظَهَرَ الْحَقُّ وَ قَدْ نَبَذَهُ الْخَلْقُ، وَ أَوْضَحْتَ السُّنَنَ بَعْدَ الدُّرُوسِ وَ الطَّمْسِ. فَلَکَ سَابِقَةُ الْجِهَادِ عَلَى تَصْدِيقِ التَّنْزِيلِ، وَ لَکَ فَضِيلَةُ الْجِهَادِ عَلَى تَحْقِيقِ التَّأْوِيلِ. وَ عَدُوُّکَ عَدُوُّ اللَّهِ، جَاحِدٌ لِرَسُولِ ‏اللَّهِ. يَدْعُو بَاطِلاً، وَ يَحْكُمُ جَائِراً، وَ يَتَأَمَّرُ غَاصِباً، وَ يَدْعُو حِزْبَهُ إِلَى النَّارِ.


وَ عَمَّارٌ يُجَاهِدُ وَ يُنَادِى بَيْنَ الصَّفَّيْنِ: الرَّوَاحَ الرَّوَاحَ إِلَى الْجَنَّةِ. وَ لَمَّا اسْتَسْقَى فَسُقِىَ اللَّبَنَ، كَبَّرَ وَ قَالَ: قَالَ لِى رَسُولُ‏اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: آخِرُ شَرَابِكَ مِنَ الدُّنْيَا ضَيَاحٌ مِنْ لَبَنٍ، وَ تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ. فَاعْتَرَضَهُ أَبُو الْعَادِيَةِ الْفَزَارِىُّ فَقَتَلَهُ. فَعَلَى أَبِى الْعَادِيَةِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَ لَعْنَةُ مَلائِكَتِهِ وَ رُسُلِهِ أَجْمَعِينَ، وَ عَلَى مَنْ سَلَّ سَيْفَهُ عَلَيْكَ وَ سَلَلْتَ سَيْفَكَ عَلَيْهِ -  يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ -  مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَ الْمُنَافِقِينَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، وَ عَلَى مَنْ رَضِىَ بِمَا سَاءَكَ وَ لَمْ يَكْرَهْهُ وَ أَغْمَضَ عَيْنَهُ وَ لَمْ يُنْكِرْ أَوْ أَعَانَ عَلَيْكَ بِيَدٍ أَوْ لِسَانٍ أَوْ قَعَدَ عَنْ نَصْرِكَ أَوْ خَذَلَ عَنِ الْجِهَادِ مَعَكَ أَوْ غَمَطَ فَضْلَكَ وَ جَحَدَ حَقَّكَ أَوْ عَدَلَ بِكَ مَنْ جَعَلَكَ اللَّهُ أَوْلَى بِهِ مِنْ نَفْسِهِ.
وَ عَمَّارٌ يُجَاهِدُ وَ يُنَادِى بَيْنَ الصَّفَّيْنِ: الرَّوَاحَ الرَّوَاحَ إِلَى الْجَنَّةِ. وَ لَمَّا اسْتَسْقَى فَسُقِىَ اللَّبَنَ، كَبَّرَ وَ قَالَ: قَالَ لِى رَسُولُ ‏اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: آخِرُ شَرَابِکَ مِنَ الدُّنْيَا ضَيَاحٌ مِنْ لَبَنٍ، وَ تَقْتُلُکَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ. فَاعْتَرَضَهُ أَبُو الْعَادِيَةِ الْفَزَارِىُّ فَقَتَلَهُ. فَعَلَى أَبِى الْعَادِيَةِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَ لَعْنَةُ مَلائِكَتِهِ وَ رُسُلِهِ أَجْمَعِينَ، وَ عَلَى مَنْ سَلَّ سَيْفَهُ عَلَيْکَ وَ سَلَلْتَ سَيْفَکَ عَلَيْهِ -  يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ -  مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَ الْمُنَافِقِينَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، وَ عَلَى مَنْ رَضِىَ بِمَا سَاءَکَ وَ لَمْ يَكْرَهْهُ وَ أَغْمَضَ عَيْنَهُ وَ لَمْ يُنْكِرْ أَوْ أَعَانَ عَلَيْکَ بِيَدٍ أَوْ لِسَانٍ أَوْ قَعَدَ عَنْ نَصْرِکَ أَوْ خَذَلَ عَنِ الْجِهَادِ مَعَکَ أَوْ غَمَطَ فَضْلَکَ وَ جَحَدَ حَقَّکَ أَوْ عَدَلَ بِكَ مَنْ جَعَلَکَ اللَّهُ أَوْلَى بِهِ مِنْ نَفْسِهِ.


وَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ وَ سَلامُهُ وَ تَحِيَّاتُهُ وَ عَلَى الْأَئِمَّةِ مِنْ آلِكَ الطَّاهِرِينَ، إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.
وَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْکَ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ وَ سَلامُهُ وَ تَحِيَّاتُهُ وَ عَلَى الْأَئِمَّةِ مِنْ آلِکَ الطَّاهِرِينَ، إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.


وَ الْأَمْرُ الْأَعْجَبُ وَ الْخَطْبُ الْأَفْظَعُ بَعْدَ جَحْدِكَ حَقَّكَ غَصْبُ الصِّدِّيقَةِ الطَّاهِرَةِ الزَّهْرَاءِ سَيِّدَةِ النِّسَاءِ فَدَكاً، وَ رَدُّ شَهَادَتِكَ وَ شَهَادَةِ السَّيِّدَيْنِ سُلالَتِكَ وَ عِتْرَةِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكُمْ. وَ قَدْ أَعْلَى اللَّهُ تَعَالَى عَلَى الْأُمَّةِ دَرَجَتَكُمْ، وَ رَفَعَ مَنْزِلَتَكُمْ، وَ أَبَانَ فَضْلَكُمْ، وَ شَرَّفَكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ؛ فَأَذْهَبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ وَ طَهَّرَكُمْ تَطْهِيراً. قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: «إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً. إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً. وَ إِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً. إِلا الْمُصَلِّينَ».<ref>معارج /  ۱۹-۲۲.</ref> فَاسْتَثْنَى اللَّهُ تَعَالَى نَبِيَّهُ الْمُصْطَفَى وَ أَنْتَ يَا سَيِّدَ الْأَوْصِيَاءِ مِنْ جَمِيعِ الْخَلْقِ، فَمَا أَعْمَهَ مَنْ ظَلَمَكَ عَنِ الْحَقِّ.
وَ الْأَمْرُ الْأَعْجَبُ وَ الْخَطْبُ الْأَفْظَعُ بَعْدَ جَحْدِکَ حَقَّکَ غَصْبُ الصِّدِّيقَةِ الطَّاهِرَةِ الزَّهْرَاءِ سَيِّدَةِ النِّسَاءِ فَدَكاً، وَ رَدُّ شَهَادَتِکَ وَ شَهَادَةِ السَّيِّدَيْنِ سُلالَتِکَ وَ عِتْرَةِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكُمْ. وَ قَدْ أَعْلَى اللَّهُ تَعَالَى عَلَى الْأُمَّةِ دَرَجَتَكُمْ، وَ رَفَعَ مَنْزِلَتَكُمْ، وَ أَبَانَ فَضْلَكُمْ، وَ شَرَّفَكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ؛ فَأَذْهَبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ وَ طَهَّرَكُمْ تَطْهِيراً. قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: «إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً. إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً. وَ إِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً. إِلا الْمُصَلِّينَ».<ref>معارج /  ۱۹-۲۲.</ref> فَاسْتَثْنَى اللَّهُ تَعَالَى نَبِيَّهُ الْمُصْطَفَى وَ أَنْتَ يَا سَيِّدَ الْأَوْصِيَاءِ مِنْ جَمِيعِ الْخَلْقِ، فَمَا أَعْمَهَ مَنْ ظَلَمَکَ عَنِ الْحَقِّ.


ثُمَّ أَفْرَضُوكَ سَهْمَ ذَوِى الْقُرْبَى مَكْراً، وَ أَحَادُوهُ عَنْ أَهْلِهِ جَوْراً. فَلَمَّا آلَ الْأَمْرُ إِلَيْكَ، أَجْرَيْتَهُمْ عَلَى مَا أَجْرَيَا رَغْبَةً عَنْهُمَا بِمَا عِنْدَ اللَّهِ لَكَ.
ثُمَّ أَفْرَضُوکَ سَهْمَ ذَوِى الْقُرْبَى مَكْراً، وَ أَحَادُوهُ عَنْ أَهْلِهِ جَوْراً. فَلَمَّا آلَ الْأَمْرُ إِلَيْکَ، أَجْرَيْتَهُمْ عَلَى مَا أَجْرَيَا رَغْبَةً عَنْهُمَا بِمَا عِنْدَ اللَّهِ لَکَ.


فَأَشْبَهَتْ مِحْنَتُكَ بِهِمَا مِحَنَ الْأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمُ السَّلامُ عِنْدَ الْوَحْدَةِ وَ عَدَمِ الْأَنْصَارِ. وَ أَشْبَهْتَ فِى الْبَيَاتِ عَلَى الْفِرَاشِ الذَّبِيحَ عَلَيْهِ السَّلامُ؛ إِذْ أَجَبْتَ كَمَا أَجَابَ وَ أَطَعْتَ كَمَا أَطَاعَ إِسْمَاعِيلُ صَابِراً مُحْتَسِباً، إِذْ قَالَ لَهُ: «يَا بُنَىَّ إِنِّى أَرَى فِى الْمَنَامِ أَنِّى أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَا ذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِى إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ».<ref>صافّات /  ۱۰۲.</ref> وَ كَذَلِكَ أَنْتَ لَمَّا أَبَاتَكَ النَّبِىُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ أَمَرَكَ أَنْ تَضْجَعَ فِى مَرْقَدِهِ وَاقِيا لَهُ بِنَفْسِكَ، أَسْرَعْتَ إِلَى إِجَابَتِهِ مُطِيعاً وَ لِنَفْسِكَ عَلَى الْقَتْلِ مُوَطِّنا. فَشَكَرَ اللَّهُ تَعَالَى طَاعَتَكَ وَ أَبَانَ عَنْ جَمِيلِ فِعْلِكَ بِقَوْلِهِ جَلَّ ذِكْرُهُ «وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِى نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ».<ref>بقره /  ۲۰۷.</ref>
فَأَشْبَهَتْ مِحْنَتُکَ بِهِمَا مِحَنَ الْأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمُ السَّلامُ عِنْدَ الْوَحْدَةِ وَ عَدَمِ الْأَنْصَارِ. وَ أَشْبَهْتَ فِى الْبَيَاتِ عَلَى الْفِرَاشِ الذَّبِيحَ عَلَيْهِ السَّلامُ؛ إِذْ أَجَبْتَ كَمَا أَجَابَ وَ أَطَعْتَ كَمَا أَطَاعَ إِسْمَاعِيلُ صَابِراً مُحْتَسِباً، إِذْ قَالَ لَهُ: «يَا بُنَىَّ إِنِّى أَرَى فِى الْمَنَامِ أَنِّى أَذْبَحُکَ فَانْظُرْ مَا ذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِى إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ».<ref>صافّات /  ۱۰۲.</ref> وَ كَذَلِکَ أَنْتَ لَمَّا أَبَاتَكَ النَّبِىُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ أَمَرَکَ أَنْ تَضْجَعَ فِى مَرْقَدِهِ وَاقِيا لَهُ بِنَفْسِکَ، أَسْرَعْتَ إِلَى إِجَابَتِهِ مُطِيعاً وَ لِنَفْسِکَ عَلَى الْقَتْلِ مُوَطِّنا. فَشَكَرَ اللَّهُ تَعَالَى طَاعَتَکَ وَ أَبَانَ عَنْ جَمِيلِ فِعْلِکَ بِقَوْلِهِ جَلَّ ذِكْرُهُ «وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِى نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ».<ref>بقره /  ۲۰۷.</ref>


ثُمَّ مِحْنَتُكَ يَوْمَ صِفِّينَ، وَ قَدْ رُفِعَتِ الْمَصَاحِفُ حِيلَةً وَ مَكْراً. فَأَعْرَضَ الشَّكُّ وَ عُزِفَ الْحَقُّ وَ اتُّبِعَ الظَّنُّ. أَشْبَهَتْ مِحْنَةَ هَارُونَ إِذْ أَمَّرَهُ مُوسَى عَلَى قَوْمِهِ فَتَفَرَّقُوا عَنْهُ، وَ هَارُونُ يُنَادِى بِهِمْ وَ يَقُولُ: «يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنْتُمْ بِهِ وَ إِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ فَاتَّبِعُونِى وَ أَطِيعُوا أَمْرِى. قَالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى».<ref>طه /  ۹۰، ۹۱.</ref> وَ كَذَلِكَ أَنْتَ لَمَّا رُفِعَتِ الْمَصَاحِفُ قُلْتَ: يَا قَوْمِ، إِنَّمَا فُتِنْتُمْ بِهَا وَ خُدِعْتُمْ. فَعَصَوْكَ وَ خَالَفُوا عَلَيْكَ وَ اسْتَدْعَوْا نَصْبَ الْحَكَمَيْنِ. فَأَبَيْتَ عَلَيْهِمْ وَ تَبَرَّأْتَ إِلَى اللَّهِ مِنْ فِعْلِهِمْ وَ فَوَّضْتَهُ إِلَيْهِمْ. فَلَمَّا أَسْفَرَ الْحَقُّ وَ سَفِهَ الْمُنْكَرُ وَ اعْتَرَفُوا بِالزَّلَلِ وَ الْجَوْرِ عَنِ الْقَصْدِ، اخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِهِ وَ أَلْزَمُوكَ عَلَى سَفَهٍ؛ التَّحْكِيمَ الَّذِى أَبَيْتَهُ وَ أَحَبُّوهُ وَ حَظَرْتَهُ وَ أَبَاحُوا ذَنْبَهُمُ الَّذِى اقْتَرَفُوهُ. وَ أَنْتَ عَلَى نَهْجِ بَصِيرَةٍ وَ هُدىً وَ هُمْ عَلَى سُنَنِ ضَلالَةٍ وَ عَمىً.
ثُمَّ مِحْنَتُکَ يَوْمَ صِفِّينَ، وَ قَدْ رُفِعَتِ الْمَصَاحِفُ حِيلَةً وَ مَكْراً. فَأَعْرَضَ الشَّکُّ وَ عُزِفَ الْحَقُّ وَ اتُّبِعَ الظَّنُّ. أَشْبَهَتْ مِحْنَةَ هَارُونَ إِذْ أَمَّرَهُ مُوسَى عَلَى قَوْمِهِ فَتَفَرَّقُوا عَنْهُ، وَ هَارُونُ يُنَادِى بِهِمْ وَ يَقُولُ: «يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنْتُمْ بِهِ وَ إِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ فَاتَّبِعُونِى وَ أَطِيعُوا أَمْرِى. قَالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى».<ref>طه /  ۹۰، ۹۱.</ref> وَ كَذَلِکَ أَنْتَ لَمَّا رُفِعَتِ الْمَصَاحِفُ قُلْتَ: يَا قَوْمِ، إِنَّمَا فُتِنْتُمْ بِهَا وَ خُدِعْتُمْ. فَعَصَوْکَ وَ خَالَفُوا عَلَيْکَ وَ اسْتَدْعَوْا نَصْبَ الْحَكَمَيْنِ. فَأَبَيْتَ عَلَيْهِمْ وَ تَبَرَّأْتَ إِلَى اللَّهِ مِنْ فِعْلِهِمْ وَ فَوَّضْتَهُ إِلَيْهِمْ. فَلَمَّا أَسْفَرَ الْحَقُّ وَ سَفِهَ الْمُنْكَرُ وَ اعْتَرَفُوا بِالزَّلَلِ وَ الْجَوْرِ عَنِ الْقَصْدِ، اخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِهِ وَ أَلْزَمُوکَ عَلَى سَفَهٍ؛ التَّحْكِيمَ الَّذِى أَبَيْتَهُ وَ أَحَبُّوهُ وَ حَظَرْتَهُ وَ أَبَاحُوا ذَنْبَهُمُ الَّذِى اقْتَرَفُوهُ. وَ أَنْتَ عَلَى نَهْجِ بَصِيرَةٍ وَ هُدىً وَ هُمْ عَلَى سُنَنِ ضَلالَةٍ وَ عَمىً.


فَمَا زَالُوا عَلَى النِّفَاقِ مُصِرِّينَ وَ فِى الْغَىِّ مُتَرَدِّدِينَ، حَتَّى أَذَاقَهُمُ اللَّهُ وَبَالَ أَمْرِهِمْ؛ فَأَمَاتَ بِسَيْفِكَ مَنْ عَانَدَكَ، فَشَقِىَ وَ هَوَى وَ أَحْيَا بِحُجَّتِكَ مَنْ سَعِدَ فَهُدِىَ. صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْكَ غَادِيَةً وَ رَائِحَةً وَ عَاكِفَةً وَ ذَاهِبَةً.
فَمَا زَالُوا عَلَى النِّفَاقِ مُصِرِّينَ وَ فِى الْغَىِّ مُتَرَدِّدِينَ، حَتَّى أَذَاقَهُمُ اللَّهُ وَبَالَ أَمْرِهِمْ؛ فَأَمَاتَ بِسَيْفِکَ مَنْ عَانَدَکَ، فَشَقِىَ وَ هَوَى وَ أَحْيَا بِحُجَّتِکَ مَنْ سَعِدَ فَهُدِىَ. صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْکَ غَادِيَةً وَ رَائِحَةً وَ عَاكِفَةً وَ ذَاهِبَةً.


فَمَا يُحِيطُ الْمَادِحُ وَصْفَكَ، وَ لا يُحْبِطُ الطَّاعِنُ فَضْلَكَ. أَنْتَ أَحْسَنُ الْخَلْقِ عِبَادَةً، وَ أَخْلَصُهُمْ زَهَادَةً، وَ أَذَبُّهُمْ عَنِ الدِّينِ. أَقَمْتَ حُدُودَ اللَّهِ بِجُهْدِكَ ]بِجَهْدِكَ[، وَ فَلَلْتَ عَسَاكِرَ الْمَارِقِينَ بِسَيْفِكَ. تُخْمِدُ لَهَبَ الْحُرُوبِ بِبَنَانِكَ، وَ تَهْتِكُ سُتُورَ الشُّبَهِ بِبَيَانِكَ، وَ تَكْشِفُ لَبْسَ الْبَاطِلِ عَنْ صَرِيحِ الْحَقِّ، لا تَأْخُذُكَ فِى اللَّهِ لَوْمَةُ لائِمٍ.
فَمَا يُحِيطُ الْمَادِحُ وَصْفَکَ، وَ لا يُحْبِطُ الطَّاعِنُ فَضْلَکَ. أَنْتَ أَحْسَنُ الْخَلْقِ عِبَادَةً، وَ أَخْلَصُهُمْ زَهَادَةً، وَ أَذَبُّهُمْ عَنِ الدِّينِ. أَقَمْتَ حُدُودَ اللَّهِ بِجُهْدِکَ ]بِجَهْدِکَ[، وَ فَلَلْتَ عَسَاكِرَ الْمَارِقِينَ بِسَيْفِکَ. تُخْمِدُ لَهَبَ الْحُرُوبِ بِبَنَانِکَ، وَ تَهْتِکُ سُتُورَ الشُّبَهِ بِبَيَانِکَ، وَ تَكْشِفُ لَبْسَ الْبَاطِلِ عَنْ صَرِيحِ الْحَقِّ، لا تَأْخُذُکَ فِى اللَّهِ لَوْمَةُ لائِمٍ.


وَ فِى مَدْحِ اللَّهِ تَعَالَى لَكَ غِنىً عَنْ مَدْحِ الْمَادِحِينَ وَ تَقْرِيظِ الْوَاصِفِينَ؛ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: «مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَ مِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَ مَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً».<ref>احزاب /  ۲۳.</ref>وَ لَمَّا رَأَيْتَ أَنْ قَتَلْتَ النَّاكِثِينَ وَ الْقَاسِطِينَ وَ الْمَارِقِينَ وَ صَدَقَكَ رَسُولُ ‏اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَعْدَهُ، فَأَوْفَيْتَ بِعَهْدِهِ قُلْتَ: أَ مَا آنَ أَنْ تُخْضَبَ هَذِهِ مِنْ هَذِهِ أَمْ مَتَى يُبْعَثُ أَشْقَاهَا؟ وَاثِقاً بِأَنَّكَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكَ وَ بَصِيرَةٍ مِنْ أَمْرِكَ، قَادِمٌ عَلَى اللَّهِ مُسْتَبْشِرٌ بِبَيْعِكَ الَّذِى بَايَعْتَهُ بِهِ، وَ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ.
وَ فِى مَدْحِ اللَّهِ تَعَالَى لَکَ غِنىً عَنْ مَدْحِ الْمَادِحِينَ وَ تَقْرِيظِ الْوَاصِفِينَ؛ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: «مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَ مِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَ مَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً».<ref>احزاب /  ۲۳.</ref>وَ لَمَّا رَأَيْتَ أَنْ قَتَلْتَ النَّاكِثِينَ وَ الْقَاسِطِينَ وَ الْمَارِقِينَ وَ صَدَقَکَ رَسُولُ ‏اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَعْدَهُ، فَأَوْفَيْتَ بِعَهْدِهِ قُلْتَ: أَ مَا آنَ أَنْ تُخْضَبَ هَذِهِ مِنْ هَذِهِ أَمْ مَتَى يُبْعَثُ أَشْقَاهَا؟ وَاثِقاً بِأَنَّکَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّکَ وَ بَصِيرَةٍ مِنْ أَمْرِکَ، قَادِمٌ عَلَى اللَّهِ مُسْتَبْشِرٌ بِبَيْعِکَ الَّذِى بَايَعْتَهُ بِهِ، وَ ذَلِکَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ.


اللَّهُمَّ الْعَنْ قَتَلَةَ أَنْبِيَائِكَ وَ أَوْصِيَاءِ أَنْبِيَائِكَ، بِجَمِيعِ لَعَنَاتِكَ، وَ أَصْلِهِمْ حَرَّ نَارِكَ. وَ الْعَنْ مَنْ غَصَبَ وَلِيَّكَ حَقَّهُ، وَ أَنْكَرَ عَهْدَهُ، وَ جَحَدَهُ بَعْدَ الْيَقِينِ وَ الْإِقْرَارِ بِالْوِلايَةِ لَهُ يَوْمَ أَكْمَلْتَ لَهُ الدِّينَ.
اللَّهُمَّ الْعَنْ قَتَلَةَ أَنْبِيَائِکَ وَ أَوْصِيَاءِ أَنْبِيَائِکَ، بِجَمِيعِ لَعَنَاتِکَ، وَ أَصْلِهِمْ حَرَّ نَارِکَ. وَ الْعَنْ مَنْ غَصَبَ وَلِيَّکَ حَقَّهُ، وَ أَنْكَرَ عَهْدَهُ، وَ جَحَدَهُ بَعْدَ الْيَقِينِ وَ الْإِقْرَارِ بِالْوِلايَةِ لَهُ يَوْمَ أَكْمَلْتَ لَهُ الدِّينَ.


اللَّهُمَّ الْعَنْ قَتَلَةَ أَمِيرِالْمُؤْمِنِينَ وَ مَنْ ظَلَمَهُ وَ أَشْيَاعَهُمْ وَ أَنْصَارَهُمْ. اللَّهُمَّ الْعَنْ ظَالِمِى الْحُسَيْنِ وَ قَاتِلِيهِ وَ الْمُتَابِعِينَ عَدُوَّهُ وَ نَاصِرِيهِ وَ الرَّاضِينَ بِقَتْلِهِ وَ خَاذِلِيهِ، لَعْناً وَبِيلا.
اللَّهُمَّ الْعَنْ قَتَلَةَ أَمِيرِالْمُؤْمِنِينَ وَ مَنْ ظَلَمَهُ وَ أَشْيَاعَهُمْ وَ أَنْصَارَهُمْ. اللَّهُمَّ الْعَنْ ظَالِمِى الْحُسَيْنِ وَ قَاتِلِيهِ وَ الْمُتَابِعِينَ عَدُوَّهُ وَ نَاصِرِيهِ وَ الرَّاضِينَ بِقَتْلِهِ وَ خَاذِلِيهِ، لَعْناً وَبِيلا.