محتوای زیارت غدیریه: تفاوت میان نسخه‌ها

خط ۶۱۴: خط ۶۱۴:
مَوْلاىَ، فَضْلُکَ لا يَخْفَى، وَ نُورُکَ لا يُطْفَأُ [لا يُطْفَى]، وَ أَنَّ مَنْ جَحَدَکَالظَّلُومُ الْأَشْقَى. مَوْلاىَ، أَنْتَ الْحُجَّةُ عَلَى الْعِبَادِ، وَ الْهَادِى إِلَى الرَّشَادِ، وَ الْعُدَّةُ لِلْمَعَادِ. مَوْلاىَ، لَقَدْ رَفَعَ اللَّهُ فِى الْأُولَى مَنْزِلَتَکَ، وَ أَعْلَى فِى الْآخِرَةِ دَرَجَتَکَ، وَ بَصَّرَکَ مَا عَمِىَ عَلَى مَنْ خَالَفَکَ، وَ حَالَ بَيْنَکَ وَ بَيْنَ مَوَاهِبِ اللهِ لَکَ.
مَوْلاىَ، فَضْلُکَ لا يَخْفَى، وَ نُورُکَ لا يُطْفَأُ [لا يُطْفَى]، وَ أَنَّ مَنْ جَحَدَکَالظَّلُومُ الْأَشْقَى. مَوْلاىَ، أَنْتَ الْحُجَّةُ عَلَى الْعِبَادِ، وَ الْهَادِى إِلَى الرَّشَادِ، وَ الْعُدَّةُ لِلْمَعَادِ. مَوْلاىَ، لَقَدْ رَفَعَ اللَّهُ فِى الْأُولَى مَنْزِلَتَکَ، وَ أَعْلَى فِى الْآخِرَةِ دَرَجَتَکَ، وَ بَصَّرَکَ مَا عَمِىَ عَلَى مَنْ خَالَفَکَ، وَ حَالَ بَيْنَکَ وَ بَيْنَ مَوَاهِبِ اللهِ لَکَ.


فَلَعَنَ اللَّهُ مُسْتَحِلِّى الْحُرْمَةِ مِنْكَ، وَ ذَائِدِى الْحَقِّ عَنْكَ، وَ أَشْهَدُ أَنَّهُمُ الْأَخْسَرُونَ الَّذِينَ تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَ هُمْ فِيهَا كَالِحُونَ.
فَلَعَنَ اللَّهُ مُسْتَحِلِّى الْحُرْمَةِ مِنْکَ، وَ ذَائِدِى الْحَقِّ عَنْکَ، وَ أَشْهَدُ أَنَّهُمُ الْأَخْسَرُونَ الَّذِينَ تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَ هُمْ فِيهَا كَالِحُونَ.


وَ أَشْهَدُ أَنَّكَ مَا أَقْدَمْتَ وَ لا أَحْجَمْتَ وَ لا نَطَقْتَ وَ لا أَمْسَكْتَ إِلا بِأَمْرٍ مِنَ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ؛ قُلْتَ: وَ الَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ، لَقَدْ نَظَرَ إِلَىَّ رَسُولُ ‏اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ أَضْرِبُ بِالسَّيْفِ قُدْما. فَقَالَ: يَا عَلِىُّ، أَنْتَ مِنِّى بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى، إِلا أَنَّهُ لا نَبِىَّ بَعْدِى، وَ أُعْلِمُكَ أَنَّ مَوْتَكَ وَ حَيَاتَكَ مَعِى وَ عَلَى سُنَّتِى. فَوَ اللَّهِ مَا كَذِبْتُ وَ لا كُذِبْتُ وَ لا ضَلَلْتُ وَ لا ضُلَّ بِى وَ لا نَسِيتُ مَا عَهِدَ إِلَىَّ رَبِّى، وَ إِنِّى لَعَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّى، بَيَّنَهَا لِنَبِيِّهِ وَ بَيَّنَهَا النَّبِىُّ لِى، وَ إِنِّى لَعَلَى الطَّرِيقِ الْوَاضِحِ، أَلْفِظُهُ لَفْظاً. صَدَقْتَ وَ اللَّهِ وَ قُلْتَ الْحَقَّ، فَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ سَاوَاكَ بِمَنْ نَاوَاكَ، وَ اللَّهُ جَلَّ اسْمُهُ يَقُولُ: «هَلْ يَسْتَوِى الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ».<ref>زمر /  ۹.</ref>
وَ أَشْهَدُ أَنَّکَ مَا أَقْدَمْتَ وَ لا أَحْجَمْتَ وَ لا نَطَقْتَ وَ لا أَمْسَكْتَ إِلا بِأَمْرٍ مِنَ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ؛ قُلْتَ: وَ الَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ، لَقَدْ نَظَرَ إِلَىَّ رَسُولُ ‏اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ أَضْرِبُ بِالسَّيْفِ قُدْما. فَقَالَ: يَا عَلِىُّ، أَنْتَ مِنِّى بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى، إِلا أَنَّهُ لا نَبِىَّ بَعْدِى، وَ أُعْلِمُکَ أَنَّ مَوْتَکَ وَ حَيَاتَکَ مَعِى وَ عَلَى سُنَّتِى. فَوَ اللَّهِ مَا كَذِبْتُ وَ لا كُذِبْتُ وَ لا ضَلَلْتُ وَ لا ضُلَّ بِى وَ لا نَسِيتُ مَا عَهِدَ إِلَىَّ رَبِّى، وَ إِنِّى لَعَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّى، بَيَّنَهَا لِنَبِيِّهِ وَ بَيَّنَهَا النَّبِىُّ لِى، وَ إِنِّى لَعَلَى الطَّرِيقِ الْوَاضِحِ، أَلْفِظُهُ لَفْظاً. صَدَقْتَ وَ اللَّهِ وَ قُلْتَ الْحَقَّ، فَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ سَاوَاکَ بِمَنْ نَاوَاکَ، وَ اللَّهُ جَلَّ اسْمُهُ يَقُولُ: «هَلْ يَسْتَوِى الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ».<ref>زمر /  ۹.</ref>


فَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ عَدَلَ بِكَ مَنْ فَرَضَ اللَّهُ عَلَيْهِ وِلايَتَكَ وَ أَنْتَ وَلِىُّ اللَّهِ وَ أَخُو رَسُولِهِ وَ الذَّابُّ عَنْ دِينِهِ، وَ الَّذِى نَطَقَ الْقُرْآنُ بِتَفْضِيلِهِ؛ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: «وَ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً دَرَجَاتٍ مِنْهُ وَ مَغْفِرَةً وَ رَحْمَةً وَ كَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً».<ref>نساء /  ۹۵، ۹۶.</ref>
فَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ عَدَلَ بِکَ مَنْ فَرَضَ اللَّهُ عَلَيْهِ وِلايَتَکَ وَ أَنْتَ وَلِىُّ اللَّهِ وَ أَخُو رَسُولِهِ وَ الذَّابُّ عَنْ دِينِهِ، وَ الَّذِى نَطَقَ الْقُرْآنُ بِتَفْضِيلِهِ؛ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: «وَ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً دَرَجَاتٍ مِنْهُ وَ مَغْفِرَةً وَ رَحْمَةً وَ كَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً».<ref>نساء /  ۹۵، ۹۶.</ref>


وَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: «أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَ عِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ وَ جَاهَدَ فِى سَبِيلِ اللَّهِ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ وَ اللَّهُ لا يَهْدِى الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ. الَّذِينَ آمَنُوا وَ هَاجَرُوا وَ جَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَ أَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَ أُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ. يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَ رِضْوَانٍ وَ جَنَّاتٍ لَهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدا إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ».<ref>توبه /  ۱۹-۲۲.</ref>
وَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: «أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَ عِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ وَ جَاهَدَ فِى سَبِيلِ اللَّهِ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ وَ اللَّهُ لا يَهْدِى الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ. الَّذِينَ آمَنُوا وَ هَاجَرُوا وَ جَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَ أَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَ أُولَئِکَ هُمُ الْفَائِزُونَ. يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَ رِضْوَانٍ وَ جَنَّاتٍ لَهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدا إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ».<ref>توبه /  ۱۹-۲۲.</ref>


أَشْهَدُ أَنَّكَ الْمَخْصُوصُ بِمِدْحَةِ اللَّهِ، الْمُخْلِصُ لِطَاعَةِ اللَّهِ، لَمْ تَبْغِ بِالْهُدَى بَدَلاً وَ لَمْ تُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّكَ أَحَداً. وَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى اسْتَجَابَ لِنَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فِيكَ دَعْوَتَهُ، ثُمَّ أَمَرَهُ بِإِظْهَارِ مَا أَوْلاكَ لِأُمَّتِهِ إِعْلاءً لِشَأْنِكَ، وَ إِعْلاناً لِبُرْهَانِكَ، وَ دَحْضاً لِلْأَبَاطِيلِ وَ قَطْعاً لِلْمَعَاذِيرِ.
أَشْهَدُ أَنَّکَ الْمَخْصُوصُ بِمِدْحَةِ اللَّهِ، الْمُخْلِصُ لِطَاعَةِ اللَّهِ، لَمْ تَبْغِ بِالْهُدَى بَدَلاً وَ لَمْ تُشْرِک بِعِبَادَةِ رَبِّكَ أَحَداً. وَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى اسْتَجَابَ لِنَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فِيکَ دَعْوَتَهُ، ثُمَّ أَمَرَهُ بِإِظْهَارِ مَا أَوْلاکَ لِأُمَّتِهِ إِعْلاءً لِشَأْنِکَ، وَ إِعْلاناً لِبُرْهَانِکَ، وَ دَحْضاً لِلْأَبَاطِيلِ وَ قَطْعاً لِلْمَعَاذِيرِ.


فَلَمَّا أَشْفَقَ مِنْ فِتْنَةِ الْفَاسِقِينَ وَ اتَّقَى فِيكَ الْمُنَافِقِينَ، أَوْحَى إِلَيْهِ رَبُّ الْعَالَمِينَ: «يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَ اللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ».<ref>مائده /  ۶۷ .</ref>
فَلَمَّا أَشْفَقَ مِنْ فِتْنَةِ الْفَاسِقِينَ وَ اتَّقَى فِيکَ الْمُنَافِقِينَ، أَوْحَى إِلَيْهِ رَبُّ الْعَالَمِينَ: «يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْکَ مِنْ رَبِّکَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَ اللَّهُ يَعْصِمُکَ مِنَ النَّاسِ».<ref>مائده /  ۶۷ .</ref>


فَوَضَعَ عَلَى نَفْسِهِ أَوْزَارَ الْمَسِيرِ، وَ نَهَضَ فِى رَمْضَاءِ الْهَجِيرِ. فَخَطَبَ وَ أَسْمَعَ وَ نَادَى فَأَبْلَغَ. ثُمَّ سَأَلَهُمْ أَجْمَعَ فَقَالَ: هَلْ بَلَّغْتُ؟ فَقَالُوا: اللَّهُمَّ بَلَى. فَقَالَ: اللَّهُمَّ اشْهَدْ. ثُمَّ قَالَ: أَلَسْتُ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ؟ فَقَالُوا: بَلَى. فَأَخَذَ بِيَدِكَ وَ قَالَ: مَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَهَذَا عَلِىٌّ مَوْلاهُ، اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاهُ وَ عَادِ مَنْ عَادَاهُ وَ انْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ وَ اخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ.
فَوَضَعَ عَلَى نَفْسِهِ أَوْزَارَ الْمَسِيرِ، وَ نَهَضَ فِى رَمْضَاءِ الْهَجِيرِ. فَخَطَبَ وَ أَسْمَعَ وَ نَادَى فَأَبْلَغَ. ثُمَّ سَأَلَهُمْ أَجْمَعَ فَقَالَ: هَلْ بَلَّغْتُ؟ فَقَالُوا: اللَّهُمَّ بَلَى. فَقَالَ: اللَّهُمَّ اشْهَدْ. ثُمَّ قَالَ: أَلَسْتُ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ؟ فَقَالُوا: بَلَى. فَأَخَذَ بِيَدِکَ وَ قَالَ: مَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَهَذَا عَلِىٌّ مَوْلاهُ، اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاهُ وَ عَادِ مَنْ عَادَاهُ وَ انْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ وَ اخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ.


فَمَا آمَنَ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيكَ عَلَى نَبِيِّهِ إِلاّ قَلِيلٌ، وَ لا زَادَ أَكْثَرَهُمْ غَيْرَ تَخْسِيرٍ. وَ لَقَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى فِيكَ مِنْ قَبْلُ وَ هُمْ كَارِهُونَ: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِى اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَ يُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِى سَبِيلِ اللَّهِ وَ لا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَ اللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ. إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَ هُمْ رَاكِعُونَ. وَ مَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ».<ref>مائده /  ۵۴-۵۶ .</ref>
فَمَا آمَنَ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيکَ عَلَى نَبِيِّهِ إِلاّ قَلِيلٌ، وَ لا زَادَ أَكْثَرَهُمْ غَيْرَ تَخْسِيرٍ. وَ لَقَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى فِيكَ مِنْ قَبْلُ وَ هُمْ كَارِهُونَ: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِى اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَ يُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِى سَبِيلِ اللَّهِ وَ لا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِکَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَ اللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ. إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَ هُمْ رَاكِعُونَ. وَ مَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ».<ref>مائده /  ۵۴-۵۶ .</ref>


«رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَ اتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ».<ref>آل‏ عمران /  ۵۳ .</ref> «رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَ هَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ».<ref>آل‏ عمران /  ۸ .</ref>
«رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَ اتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ».<ref>آل‏ عمران /  ۵۳ .</ref> «رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَ هَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْکَ رَحْمَةً إِنَّکَ أَنْتَ الْوَهَّابُ».<ref>آل‏ عمران /  ۸ .</ref>


اللَّهُمَّ إِنَّا نَعْلَمُ أَنَّ هَذَا هُوَ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِكَ فَالْعَنْ مَنْ عَارَضَهُ وَ اسْتَكْبَرَ وَ كَذَّبَ بِهِ وَ كَفَرَ، «وَ سَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَىَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ».<ref>شعراء /  ۲۲۷.</ref>
اللَّهُمَّ إِنَّا نَعْلَمُ أَنَّ هَذَا هُوَ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِکَ فَالْعَنْ مَنْ عَارَضَهُ وَ اسْتَكْبَرَ وَ كَذَّبَ بِهِ وَ كَفَرَ، «وَ سَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَىَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ».<ref>شعراء /  ۲۲۷.</ref>


السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَ سَيِّدَ الْوَصِيِّينَ وَ أَوَّلَ الْعَابِدِينَ وَ أَزْهَدَ الزَّاهِدِينَ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ وَ صَلَوَاتُهُ وَ تَحِيَّاتُهُ. أَنْتَ مُطْعِمُ الطَّعَامِ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَ يَتِيماً وَ أَسِيراً لِوَجْهِ اللَّهِ، لا تُرِيدُ مِنْهُمْ جَزَاءً وَ لا شُكُوراً. وَ فِيكَ أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: «وَ يُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَ لَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَ مَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ».<ref>حشر /  ۹.</ref>
السَّلامُ عَلَيْکَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَ سَيِّدَ الْوَصِيِّينَ وَ أَوَّلَ الْعَابِدِينَ وَ أَزْهَدَ الزَّاهِدِينَ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ وَ صَلَوَاتُهُ وَ تَحِيَّاتُهُ. أَنْتَ مُطْعِمُ الطَّعَامِ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَ يَتِيماً وَ أَسِيراً لِوَجْهِ اللَّهِ، لا تُرِيدُ مِنْهُمْ جَزَاءً وَ لا شُكُوراً. وَ فِيكَ أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: «وَ يُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَ لَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَ مَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِکَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ».<ref>حشر /  ۹.</ref>


وَ أَنْتَ الْكَاظِمُ لِلْغَيْظِ وَ الْعَافِى عَنِ النَّاسِ وَ اللَّه يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ، وَ أَنْتَ الصَّابِرُ فِى الْبَأْسَاءِ وَ الضَّرَّاءِ وَ حِينَ الْبَأْسِ، وَ أَنْتَ الْقَاسِمُ بِالسَّوِيَّةِ وَ الْعَادِلُ فِى الرَّعِيَّةِ وَ الْعَالِمُ بِحُدُودِ اللَّهِ مِنْ جَمِيعِ الْبَرِيَّةِ، وَ اللَّهُ تَعَالَى أَخْبَرَ عَمَّا أَوْلاكَ مِنْ فَضْلِهِ بِقَوْلِهِ: «أَ فَمَنْ كَانَ مُؤْمِنا كَمَنْ كَانَ فَاسِقاً لا يَسْتَوُونَ. أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى نُزُلاً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ».<ref>سجده /  ۱۸، ۱۹.</ref>
وَ أَنْتَ الْكَاظِمُ لِلْغَيْظِ وَ الْعَافِى عَنِ النَّاسِ وَ اللَّه يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ، وَ أَنْتَ الصَّابِرُ فِى الْبَأْسَاءِ وَ الضَّرَّاءِ وَ حِينَ الْبَأْسِ، وَ أَنْتَ الْقَاسِمُ بِالسَّوِيَّةِ وَ الْعَادِلُ فِى الرَّعِيَّةِ وَ الْعَالِمُ بِحُدُودِ اللَّهِ مِنْ جَمِيعِ الْبَرِيَّةِ، وَ اللَّهُ تَعَالَى أَخْبَرَ عَمَّا أَوْلاکَ مِنْ فَضْلِهِ بِقَوْلِهِ: «أَ فَمَنْ كَانَ مُؤْمِنا كَمَنْ كَانَ فَاسِقاً لا يَسْتَوُونَ. أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى نُزُلاً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ».<ref>سجده /  ۱۸، ۱۹.</ref>


وَ أَنْتَ الْمَخْصُوصُ بِعِلْمِ التَّنْزِيلِ وَ حُكْمِ التَّأْوِيلِ وَ نَصِّ الرَّسُولِ، وَ لَكَ الْمَوَاقِفُ الْمَشْهُودَةُ وَ الْمَقَامَاتُ الْمَشْهُورَةُ وَ الْأَيَّامُ الْمَذْكُورَةُ؛ يَوْمَ بَدْرٍ وَ يَوْمَ الْأَحْزَابِ، إِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَ بَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَ تَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا.
وَ أَنْتَ الْمَخْصُوصُ بِعِلْمِ التَّنْزِيلِ وَ حُكْمِ التَّأْوِيلِ وَ نَصِّ الرَّسُولِ، وَ لَکَ الْمَوَاقِفُ الْمَشْهُودَةُ وَ الْمَقَامَاتُ الْمَشْهُورَةُ وَ الْأَيَّامُ الْمَذْكُورَةُ؛ يَوْمَ بَدْرٍ وَ يَوْمَ الْأَحْزَابِ، إِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَ بَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَ تَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا.


«هُنَالِكَ ابْتُلِىَ الْمُؤْمِنُونَ وَ زُلْزِلُوا زِلْزَالاً شَدِيداً . وَ إِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَ الَّذِينَ فِى قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَ رَسُولُهُ إِلا غُرُوراً . وَ إِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَ يَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِىَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَ مَا هِىَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلا فِرَارا».<ref>احزاب /  ۱۱-۱۳.</ref>
«هُنَالِکَ ابْتُلِىَ الْمُؤْمِنُونَ وَ زُلْزِلُوا زِلْزَالاً شَدِيداً . وَ إِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَ الَّذِينَ فِى قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَ رَسُولُهُ إِلا غُرُوراً . وَ إِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَ يَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِىَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَ مَا هِىَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلا فِرَارا».<ref>احزاب /  ۱۱-۱۳.</ref>


وَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: «وَ لَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ صَدَقَ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ مَا زَادَهُمْ إِلا إِيمَاناً وَ تَسْلِيماً».<ref>احزاب /  ۲۲.</ref> فَقَتَلْتَ عَمْرَهُمْ، وَ هَزَمْتَ جَمْعَهُمْ، وَ رَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْراً، وَ كَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ، وَ كَانَ اللَّهُ قَوِيّاً عَزِيزاً.
وَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: «وَ لَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ صَدَقَ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ مَا زَادَهُمْ إِلا إِيمَاناً وَ تَسْلِيماً».<ref>احزاب /  ۲۲.</ref> فَقَتَلْتَ عَمْرَهُمْ، وَ هَزَمْتَ جَمْعَهُمْ، وَ رَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْراً، وَ كَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ، وَ كَانَ اللَّهُ قَوِيّاً عَزِيزاً.


وَ يَوْمَ أُحُدٍ إِذْ يُصْعِدُونَ وَ لا يَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ وَ الرَّسُولُ يَدْعُوهُمْ فِى أُخْرَاهُمْ وَ أَنْتَ تَذُودُ بُهَمَ الْمُشْرِكِينَ عَنِ النَّبِىِّ ذَاتَ الْيَمِينِ وَ ذَاتَ الشِّمَالِ، حَتَّى رَدَّهُمُ اللَّهُ تَعَالَى عَنْكُمَا خَائِفِينَ وَ نَصَرَ بِكَ الْخَاذِلِينَ.
وَ يَوْمَ أُحُدٍ إِذْ يُصْعِدُونَ وَ لا يَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ وَ الرَّسُولُ يَدْعُوهُمْ فِى أُخْرَاهُمْ وَ أَنْتَ تَذُودُ بُهَمَ الْمُشْرِكِينَ عَنِ النَّبِىِّ ذَاتَ الْيَمِينِ وَ ذَاتَ الشِّمَالِ، حَتَّى رَدَّهُمُ اللَّهُ تَعَالَى عَنْكُمَا خَائِفِينَ وَ نَصَرَ بِکَ الْخَاذِلِينَ.


«وَ يَوْمَ حُنَيْنٍ» -  عَلَى مَا نَطَقَ بِهِ التَّنْزِيلُ -  «إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئا وَ ضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ. ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ»<ref>توبه /  ۲۵، ۲۶.</ref>؛ وَ الْمُؤْمِنُونَ أَنْتَ. وَ مَنْ يَلِيكَ، وَ عَمُّكَ الْعَبَّاسُ يُنَادِى الْمُنْهَزِمِينَ: يَا أَصْحَابَ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، يَا أَهْلَ بَيْعَةِ الشَّجَرَةِ. حَتَّى اسْتَجَابَ لَهُ قَوْمٌ قَدْ كَفَيْتَهُمُ الْمَئُونَةَ وَ تَكَفَّلْتَ دُونَهُمُ الْمَعُونَةَ. فَعَادُوا آيِسِينَ مِنَ الْمَثُوبَةِ، رَاجِينَ وَعْدَ اللَّهِ تَعَالَى بِالتَّوْبَةِ؛ وَ ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ جَلَّ ذِكْرُهُ: «ثُمَّ يَتُوبُ اللَّهُ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَلَى مَنْ يَشَاءُ».<ref>توبه /  ۲۷.</ref> وَ أَنْتَ حَائِزٌ دَرَجَةَ الصَّبْرِ، فَائِزٌ بِعَظِيمِ الْأَجْرِ.
«وَ يَوْمَ حُنَيْنٍ» -  عَلَى مَا نَطَقَ بِهِ التَّنْزِيلُ -  «إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئا وَ ضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ. ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ»<ref>توبه /  ۲۵، ۲۶.</ref>؛ وَ الْمُؤْمِنُونَ أَنْتَ. وَ مَنْ يَلِيکَ، وَ عَمُّکَ الْعَبَّاسُ يُنَادِى الْمُنْهَزِمِينَ: يَا أَصْحَابَ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، يَا أَهْلَ بَيْعَةِ الشَّجَرَةِ. حَتَّى اسْتَجَابَ لَهُ قَوْمٌ قَدْ كَفَيْتَهُمُ الْمَئُونَةَ وَ تَكَفَّلْتَ دُونَهُمُ الْمَعُونَةَ. فَعَادُوا آيِسِينَ مِنَ الْمَثُوبَةِ، رَاجِينَ وَعْدَ اللَّهِ تَعَالَى بِالتَّوْبَةِ؛ وَ ذَلِکَ قَوْلُ اللَّهِ جَلَّ ذِكْرُهُ: «ثُمَّ يَتُوبُ اللَّهُ مِنْ بَعْدِ ذَلِکَ عَلَى مَنْ يَشَاءُ».<ref>توبه /  ۲۷.</ref> وَ أَنْتَ حَائِزٌ دَرَجَةَ الصَّبْرِ، فَائِزٌ بِعَظِيمِ الْأَجْرِ.


وَ يَوْمَ خَيْبَرَ إِذْ أَظْهَرَ اللَّهُ خَوَرَ الْمُنَافِقِينَ، وَ قَطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ، وَ الْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. «وَ لَقَدْ كَانُوا عَاهَدُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ لا يُوَلُّونَ الْأَدْبَارَ وَ كَانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْئُولاً».<ref>احزاب /  ۱۵.</ref>
وَ يَوْمَ خَيْبَرَ إِذْ أَظْهَرَ اللَّهُ خَوَرَ الْمُنَافِقِينَ، وَ قَطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ، وَ الْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. «وَ لَقَدْ كَانُوا عَاهَدُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ لا يُوَلُّونَ الْأَدْبَارَ وَ كَانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْئُولاً».<ref>احزاب /  ۱۵.</ref>


مَوْلاىَ، أَنْتَ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ، وَ الْمَحَجَّةُ الْوَاضِحَةُ، وَ النِّعْمَةُ السَّابِغَةُ، وَ الْبُرْهَانُ الْمُنِيرُ. فَهَنِيئاً لَكَ بِمَا آتَاكَ اللَّهُ مِنْ فَضْلٍ وَ تَبّاً لِشَانِئِكَ ذِى الْجَهْلِ. شَهِدْتَ مَعَ النَّبِىِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ جَمِيعَ حُرُوبِهِ وَ مَغَازِيهِ، تَحْمِلُ الرَّايَةَ أَمَامَهُ وَ تَضْرِبُ بِالسَّيْفِ قُدَّامَهُ.
مَوْلاىَ، أَنْتَ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ، وَ الْمَحَجَّةُ الْوَاضِحَةُ، وَ النِّعْمَةُ السَّابِغَةُ، وَ الْبُرْهَانُ الْمُنِيرُ. فَهَنِيئاً لَکَ بِمَا آتَاکَ اللَّهُ مِنْ فَضْلٍ وَ تَبّاً لِشَانِئِکَ ذِى الْجَهْلِ. شَهِدْتَ مَعَ النَّبِىِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ جَمِيعَ حُرُوبِهِ وَ مَغَازِيهِ، تَحْمِلُ الرَّايَةَ أَمَامَهُ وَ تَضْرِبُ بِالسَّيْفِ قُدَّامَهُ.


ثُمَّ لِحَزْمِكَ الْمَشْهُورِ وَ بَصِيرَتِكَ فِى الْأُمُورِ أَمَّرَكَ فِى الْمَوَاطِنِ، وَ لَمْ يَكُنْ عَلَيْكَ أَمِيرٌ. وَ كَمْ مِنْ أَمْرٍ صَدَّكَ عَنْ إِمْضَاءِ عَزْمِكَ فِيهِ التُّقَى، وَ اتَّبَعَ غَيْرُكَ فِى مِثْلِهِ الْهَوَى. فَظَنَّ الْجَاهِلُونَ أَنَّكَ عَجَزْتَ عَمَّا إِلَيْهِ انْتَهَى.
ثُمَّ لِحَزْمِکَ الْمَشْهُورِ وَ بَصِيرَتِکَ فِى الْأُمُورِ أَمَّرَکَ فِى الْمَوَاطِنِ، وَ لَمْ يَكُنْ عَلَيْكَ أَمِيرٌ. وَ كَمْ مِنْ أَمْرٍ صَدَّکَ عَنْ إِمْضَاءِ عَزْمِکَ فِيهِ التُّقَى، وَ اتَّبَعَ غَيْرُکَ فِى مِثْلِهِ الْهَوَى. فَظَنَّ الْجَاهِلُونَ أَنَّكَکَ عَجَزْتَ عَمَّا إِلَيْهِ انْتَهَى.


ضَلَّ وَ اللهِ الظَّانُّ لِذَلِكَ وَ مَا اهْتَدَى، وَ لَقَدْ أَوْضَحْتَ مَا أَشْكَلَ مِنْ ذَلِكَ لِمَنْ تَوَهَّمَ وَ امْتَرَى بِقَوْلِكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ: قَدْ يَرَى الْحُوَّلُ الْقُلَّبُ وَجْهَ الْحِيلَةِ وَ دُونَهَا حَاجِزٌ مِنْ تَقْوَى اللَّهِ فَيَدَعُهَا رَأْىَ الْعَيْنِ، وَ يَنْتَهِزُ فُرْصَتَهَا مَنْ لا حَرِيجَةَ ]جَرِيحَةَ[ لَهُ فِى الدِّينِ. صَدَقْتَ وَ اللَّهِ وَ خَسِرَ الْمُبْطِلُونَ.
ضَلَّ وَ اللهِ الظَّانُّ لِذَلِکَ وَ مَا اهْتَدَى، وَ لَقَدْ أَوْضَحْتَ مَا أَشْكَلَ مِنْ ذَلِکَ لِمَنْ تَوَهَّمَ وَ امْتَرَى بِقَوْلِکَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْکَ: قَدْ يَرَى الْحُوَّلُ الْقُلَّبُ وَجْهَ الْحِيلَةِ وَ دُونَهَا حَاجِزٌ مِنْ تَقْوَى اللَّهِ فَيَدَعُهَا رَأْىَ الْعَيْنِ، وَ يَنْتَهِزُ فُرْصَتَهَا مَنْ لا حَرِيجَةَ ]جَرِيحَةَ[ لَهُ فِى الدِّينِ. صَدَقْتَ وَ اللَّهِ وَ خَسِرَ الْمُبْطِلُونَ.


وَ إِذْ مَاكَرَكَ النَّاكِثَانِ فَقَالا: نُرِيدُ الْعُمْرَةَ. فَقُلْتَ لَهُمَا: لَعَمْرُكُمَا مَا تُرِيدَانِ الْعُمْرَةَ، لَكِنْ تُرِيدَانِ الْغَدْرَةَ. فَأَخَذْتَ الْبَيْعَةَ عَلَيْهِمَا وَ جَدَّدْتَ الْمِيثَاقَ، فَجَدَّا فِى النِّفَاقِ. فَلَمَّا نَبَّهْتَهُمَا عَلَى فِعْلِهِمَا، أَغْفَلا وَ عَادَا وَ مَا انْتَفَعَا، وَ كَانَ عَاقِبَةُ أَمْرِهِمَا خُسْراً.
وَ إِذْ مَاكَرَکَ النَّاكِثَانِ فَقَالا: نُرِيدُ الْعُمْرَةَ. فَقُلْتَ لَهُمَا: لَعَمْرُكُمَا مَا تُرِيدَانِ الْعُمْرَةَ، لَكِنْ تُرِيدَانِ الْغَدْرَةَ. فَأَخَذْتَ الْبَيْعَةَ عَلَيْهِمَا وَ جَدَّدْتَ الْمِيثَاقَ، فَجَدَّا فِى النِّفَاقِ. فَلَمَّا نَبَّهْتَهُمَا عَلَى فِعْلِهِمَا، أَغْفَلا وَ عَادَا وَ مَا انْتَفَعَا، وَ كَانَ عَاقِبَةُ أَمْرِهِمَا خُسْراً.


ثُمَّ تَلاهُمَا أَهْلُ الشَّامِ. فَسِرْتَ إِلَيْهِمْ بَعْدَ الْإِعْذَارِ، وَ هُمْ لا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ وَ لا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ، هَمَجٌ رَعَاعٌ ضَالُّونَ، وَ بِالَّذِى أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ فِيكَ كَافِرُونَ وَ لِأَهْلِ الْخِلافِ عَلَيْكَ نَاصِرُونَ. وَ قَدْ أَمَرَ اللَّهُ تَعَالَى بِاتِّبَاعِكَ وَ نَدَبَ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى نَصْرِكَ وَ قَالَ عَزَّ وَ جَلَّ: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَ كُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ».<ref>توبه /  ۱۱۹.</ref>
ثُمَّ تَلاهُمَا أَهْلُ الشَّامِ. فَسِرْتَ إِلَيْهِمْ بَعْدَ الْإِعْذَارِ، وَ هُمْ لا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ وَ لا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ، هَمَجٌ رَعَاعٌ ضَالُّونَ، وَ بِالَّذِى أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ فِيکَ كَافِرُونَ وَ لِأَهْلِ الْخِلافِ عَلَيْکَ نَاصِرُونَ. وَ قَدْ أَمَرَ اللَّهُ تَعَالَى بِاتِّبَاعِکَ وَ نَدَبَ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى نَصْرِکَ وَ قَالَ عَزَّ وَ جَلَّ: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَ كُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ».<ref>توبه /  ۱۱۹.</ref>


مَوْلاىَ، بِكَ ظَهَرَ الْحَقُّ وَ قَدْ نَبَذَهُ الْخَلْقُ، وَ أَوْضَحْتَ السُّنَنَ بَعْدَ الدُّرُوسِ وَ الطَّمْسِ. فَلَكَ سَابِقَةُ الْجِهَادِ عَلَى تَصْدِيقِ التَّنْزِيلِ، وَ لَكَ فَضِيلَةُ الْجِهَادِ عَلَى تَحْقِيقِ التَّأْوِيلِ. وَ عَدُوُّكَ عَدُوُّ اللَّهِ، جَاحِدٌ لِرَسُولِ ‏اللَّهِ. يَدْعُو بَاطِلاً، وَ يَحْكُمُ جَائِراً، وَ يَتَأَمَّرُ غَاصِباً، وَ يَدْعُو حِزْبَهُ إِلَى النَّارِ.
مَوْلاىَ، بِکَ ظَهَرَ الْحَقُّ وَ قَدْ نَبَذَهُ الْخَلْقُ، وَ أَوْضَحْتَ السُّنَنَ بَعْدَ الدُّرُوسِ وَ الطَّمْسِ. فَلَكَ سَابِقَةُ الْجِهَادِ عَلَى تَصْدِيقِ التَّنْزِيلِ، وَ لَكَ فَضِيلَةُ الْجِهَادِ عَلَى تَحْقِيقِ التَّأْوِيلِ. وَ عَدُوُّكَ عَدُوُّ اللَّهِ، جَاحِدٌ لِرَسُولِ ‏اللَّهِ. يَدْعُو بَاطِلاً، وَ يَحْكُمُ جَائِراً، وَ يَتَأَمَّرُ غَاصِباً، وَ يَدْعُو حِزْبَهُ إِلَى النَّارِ.


وَ عَمَّارٌ يُجَاهِدُ وَ يُنَادِى بَيْنَ الصَّفَّيْنِ: الرَّوَاحَ الرَّوَاحَ إِلَى الْجَنَّةِ. وَ لَمَّا اسْتَسْقَى فَسُقِىَ اللَّبَنَ، كَبَّرَ وَ قَالَ: قَالَ لِى رَسُولُ‏اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: آخِرُ شَرَابِكَ مِنَ الدُّنْيَا ضَيَاحٌ مِنْ لَبَنٍ، وَ تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ. فَاعْتَرَضَهُ أَبُو الْعَادِيَةِ الْفَزَارِىُّ فَقَتَلَهُ. فَعَلَى أَبِى الْعَادِيَةِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَ لَعْنَةُ مَلائِكَتِهِ وَ رُسُلِهِ أَجْمَعِينَ، وَ عَلَى مَنْ سَلَّ سَيْفَهُ عَلَيْكَ وَ سَلَلْتَ سَيْفَكَ عَلَيْهِ -  يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ -  مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَ الْمُنَافِقِينَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، وَ عَلَى مَنْ رَضِىَ بِمَا سَاءَكَ وَ لَمْ يَكْرَهْهُ وَ أَغْمَضَ عَيْنَهُ وَ لَمْ يُنْكِرْ أَوْ أَعَانَ عَلَيْكَ بِيَدٍ أَوْ لِسَانٍ أَوْ قَعَدَ عَنْ نَصْرِكَ أَوْ خَذَلَ عَنِ الْجِهَادِ مَعَكَ أَوْ غَمَطَ فَضْلَكَ وَ جَحَدَ حَقَّكَ أَوْ عَدَلَ بِكَ مَنْ جَعَلَكَ اللَّهُ أَوْلَى بِهِ مِنْ نَفْسِهِ.
وَ عَمَّارٌ يُجَاهِدُ وَ يُنَادِى بَيْنَ الصَّفَّيْنِ: الرَّوَاحَ الرَّوَاحَ إِلَى الْجَنَّةِ. وَ لَمَّا اسْتَسْقَى فَسُقِىَ اللَّبَنَ، كَبَّرَ وَ قَالَ: قَالَ لِى رَسُولُ‏اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: آخِرُ شَرَابِكَ مِنَ الدُّنْيَا ضَيَاحٌ مِنْ لَبَنٍ، وَ تَقْتُلُكَ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ. فَاعْتَرَضَهُ أَبُو الْعَادِيَةِ الْفَزَارِىُّ فَقَتَلَهُ. فَعَلَى أَبِى الْعَادِيَةِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَ لَعْنَةُ مَلائِكَتِهِ وَ رُسُلِهِ أَجْمَعِينَ، وَ عَلَى مَنْ سَلَّ سَيْفَهُ عَلَيْكَ وَ سَلَلْتَ سَيْفَكَ عَلَيْهِ -  يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ -  مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَ الْمُنَافِقِينَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، وَ عَلَى مَنْ رَضِىَ بِمَا سَاءَكَ وَ لَمْ يَكْرَهْهُ وَ أَغْمَضَ عَيْنَهُ وَ لَمْ يُنْكِرْ أَوْ أَعَانَ عَلَيْكَ بِيَدٍ أَوْ لِسَانٍ أَوْ قَعَدَ عَنْ نَصْرِكَ أَوْ خَذَلَ عَنِ الْجِهَادِ مَعَكَ أَوْ غَمَطَ فَضْلَكَ وَ جَحَدَ حَقَّكَ أَوْ عَدَلَ بِكَ مَنْ جَعَلَكَ اللَّهُ أَوْلَى بِهِ مِنْ نَفْسِهِ.