پرش به محتوا

خطبه غدیریه امام علی علیه السلام: تفاوت میان نسخه‌ها

بدون خلاصۀ ویرایش
بدون خلاصۀ ویرایش
بدون خلاصۀ ویرایش
خط ۱۷: خط ۱۷:


==== ۱) متن خطبه غدیریه: ====
==== ۱) متن خطبه غدیریه: ====
«الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ الْحَمْدَ عَلَى عِبَادِهِ مِنْ غَيْرِ حَاجَةٍ مِنْهُ إِلَى حَامِدِيهِ وَ طَرِيقاً مِنْ طُرُقِ الِاعْتِرَافِ بِلَاهُوتِيَّتِهِ وَ صَمَدَانِيَّتِهِ وَ رَبَّانِيَّتِهِ وَ فَرْدَانِيَّتِهِ وَ سَبَباً إِلَى الْمَزِيدِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَ مَحَجَّةً لِلطَّالِبِ مِنْ فَضْلِهِ وَ كَمَّنَ فِي إِبْطَانِ اللَّفْظِ حَقِيقَةَ الِاعْتِرَافِ لَهُ بِأَنَّهُ الْمُنْعِمُ عَلَى كُلِّ حَمْدٍ .بِاللَّفْظِ وَ إِنْ عَظُمَ وَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ شَهَادَةً نُزِعَتْ عَنْ إِخْلَاصِ الْمَطْوِيِّ وَ نُطْقُ اللِّسَانِ بِهَا عِبَارَةٌ عَنْ صِدْقٍ خَفِيٍّ أَنَّهُ الْخَالِقُ الْبَدِي ءُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى - لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ ءٌ إِذَا كَانَ الشَّيْ ءُ مِنْ مَشِيَّتِهِ وَ كَانَ لَا يُشْبِهُهُ مُكَوَّنُهُ وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ اسْتَخْلَصَهُ فِي الْقِدَمِ عَلَى سَائِرِ الْأُمَمِ عَلَى عِلْمٍ مِنْهُ بِهِ انْفَرَدَ عَنِ التَّشَاكُلِ وَ التَّمَاثُلِ مِنْ أَبْنَاءِ الْجِنْسِ وَ أْتَمَنَهُ آمِراً وَ نَاهِياً عَنْهُ أَقَامَهُ فِي سَائِرِ عَالَمِهِ فِي الْأَدَاءِ [و] مَقَامَهُ إِذْ كَانَ لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَ لَا تَحْوِيهِ خَوَاطِرُ الْأَفْكَارِ وَ لَا تُمَثِّلُهُ غَوَامِضُ الظِّنَنِ فِي الْأَسْرَارِ- لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْجَبَّارُ قَرَنَ الِاعْتِرَافَ بِنُبُوَّتِهِ بِالاعْتِرَافِ بِلَاهُوتِيَّتِهِ وَ اخْتَصَّهُ مِنْ تَكْرِمَتِهِ بِمَا لَمْ يَلْحَقْهُ فِيهِ أَحَدٌ مِنْ بَرِيَّتِهِ فَهَلْهَلَ ذَلِكَ بِخَاصَّتِهِ وَ خَلَّتِهِ إِذْ لَا يَخْتَصُّ مَنْ يَشُوبُهُ التَّغْيِيرُ وَ لَا يُخَالِلُ مَنْ يَلْحَقُهُ التَّظْنِينُ وَ أَمَرَ بِالصَّلَاةِ عَلَيْهِ مَزِيداً فِي تَكْرِمَتِهِ وَ تَطْرِيقاً لِلدَّاعِي إِلَى إِجَابَتِهِ فَصَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ كَرَّمَ وَ شَرَّفَ وَ عَظَّمَ مَزِيداً لَا يَلْحَقُهُ التَّنْفِيدُ وَ لَا يَنْقَطِعُ عَلَى التَّأْبِيدِ وَ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى اخْتَصَّ لِنَفْسِهِ بَعْدَ نَبِيِّهِ صلي الله عليه وآله مِنْ بَرِيَّتِهِ خَاصَّةً عَلَّاهُمْ بِتَعْلِيَتِهِ وَ سَمَا بِهِمْ إِلَى رُتْبَتِهِ وَ جَعَلَهُمُ الدُّعَاةَ بِالْحَقِّ إِلَيْهِ وَالْأَدِلَّاءَ بِالْإِرْشَادِ عَلَيْهِ لِقَرْنٍ قَرْنٍ وَ زَمَنٍ زَمَنٍ أَنْشَأَهُمْ فِي الْقِدَمِ قَبْلَ كُلِّ مَذْرُوءٍ وَ مَبْرُوءٍ أَنْوَاراً أَنْطَقَهَا بِتَحْمِيدِهِ وَ أَلْهَمَهَا بِشُكْرِهِ وَ تَمْجِيدِهِ وَ جَعَلَهَا الْحُجَجَ لَهُ عَلَى كُلِّ مُعْتَرِفٍ لَهُ بِمَلَكَةِ الرُّبُوبِيَّةِ وَ سُلْطَانِ الْعُبُودِيَّةِ وَ اسْتَنْطَقَ بِهَا الْخُرْسَانَ بِأَنْوَاعِ اللُّغَاتِ بُخُوعاً لَهُ بِأَنَّهُ فَاطِرُ الْأَرَضِينَ وَ السَّمَاوَاتِ وَ أَشْهَدَهُمْ خَلْقَهُ وَ وَلَّاهُمْ مَا شَاءَ مِنْ أَمْرِهِ جَعَلَهُمْ تَرَاجِمَةَ مَشِيَّتِهِ وَ أَلْسُنَ إِرَادَتِهِ عَبِيداً لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَ هُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ- يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَ ما خَلْفَهُمْ وَ لا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضى وَ هُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ يَحْكُمُونَ بِأَحْكَامِهِ وَ يَسُنُّونَ سُنَّتَهُ وَ يَعْتَمِدُونَ حُدُودَهُ وَ يُؤَدُّونَ فُرُوضَهُ وَ لَمْ يَدَعِ الْخَلْقَ فِي بُهَمٍ صَمَّاءَ وَ لَا فِي عَمًى بَكْمَاءَ بَلْ جَعَلَ لَهُمْ عَقُولًا مَازَجَتْ شَوَاهِدَهُمْ وَ تَفَرَّقَتْ فِي هَيَاكِلِهِمْ حَقَّقَهَا فِي نُفُوسِهِمْ وَ اسْتَعْبَدَ لَهَا حَوَاسَّهُمْ فَقَرَّتْ بِهَا عَلَى أَسْمَاعٍ وَ نَوَاظِرَ وَ أَفْكَارٍ وَ خَوَاطِرَ أَلْزَمَهُمْ بِهَا حُجَّتَهُ وَ أَرَاهُمْ بِهَا مَحَجَّتَهُ وَ أَنْطَقَهُمْ عَمَّا تَشْهَدُ بِهِ بِأَلْسِنَةٍ ذَرِبَةٍ- بِمَا قَامَ فِيهَا مِنْ قُدْرَتِهِ وَ حِكْمَتِهِ وَ بَيَّنَ بِهَا عِنْدَهُمْ بِهَا "لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَ يَحْيى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَ إِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ" <ref>انفال، ۴۲</ref> بَصِيرٌ شَاهِدٌ خَبِيرٌ.
رَوَى اَلشَّيْخُ اَلطُّوسِيُّ ره فِي مُتَهَجِّدِهِ عَنِ اَلرِّضَا عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ آبَائِهِ عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ قَالَ: اِتَّفَقَ فِي بَعْضِ سِنِي أَمِيرِ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ اَلْجُمُعَةُ وَ اَلْغَدِيرُ فَصَعِدَ اَلْمِنْبَرَ عَلَى خَمْسِ سَاعَاتٍ مِنْ نَهَارِ ذَلِكَ اَلْيَوْمِ فَحَمِدَ اَللَّهَ حَمْداً لَمْ يُسْمَعْ بِمِثْلِهِ وَ أَثْنَى عَلَيْهِ ثَنَاءً لَمْ يَتَوَجَّهْ إِلَيْهِ غَيْرُهُ فَكَانَ مِمَّا حُفِظَ مِنْ ذَلِكَ اَلْحَمْدُ لِلَّهِ اَلَّذِي جَعَلَ اَلْحَمْدَ مِنْ غَيْرِ حَاجَةٍ إِلَى حَامِدِيهِ [إِلَيْهِ] وَ طَرِيقاً مِنْ طُرُقِ اَلاِعْتِرَافِ بِلاهُوتِيَّتِهِ وَ صَمَدَانِيَّتِهِ وَ رَبَّانِيَّتِهِ وَ فَرْدَانِيَّتِهِ وَ سَبَباً إِلَى اَلْمَزِيدِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَ مَحَجَّةً لِلطَّالِبِ مِنْ فَضْلِهِ وَ كَمَنَ فِي إِبْطَانِ اَللَّفْظِ حَقِيقَةَ اَلاِعْتِرَافِ بِأَنَّهُ اَلْمُنْعِمُ عَلَى خَلْقِهِ بِاللَّفْظِ وَ إِنْ عَظُمَ وَ أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اَللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ شَهَادَةً تُعْرِبُ عَنْ إِخْلاَصِ اَلطَّوِيِّ وَ نُطْقُ اَللِّسَانِ بِهَا عِبَارَةٌ عَنْ صِدْقٍ خَفِيٍّ إِنَّهُ اَلْخٰالِقُ اَلْبٰارِئُ اَلْمُصَوِّرُ  لَهُ اَلْأَسْمٰاءُ اَلْحُسْنىٰ  لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ  إِذْ كَانَ اَلشَّيْءُ مِنْ مَشِيَّتِهِ وَ كَانَ لاَ يُشْبِهُهُ مُكَوِّنُهُ وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ اِسْتَخْلَصَهُ فِي اَلْقِدَمِ عَلَى سَائِرِ اَلْأُمَمِ عَلَى عِلْمٍ مِنْهُ اِنْفَرَدَ عَنِ اَلتَّشَاكُلِ وَ اَلتَّمَاثُلِ مِنْ أَبْنَاءِ اَلْجِنْسِ وَ اِنْتَجَبَهُ آمِراً وَ نَاهِياً عَنْهُ أَقَامَهُ فِي سَائِرِ عَالَمِهِ فِي اَلْأَدَاءِ مَقَامَهُ إِذْ كَانَ لاٰ تُدْرِكُهُ اَلْأَبْصٰارُ  وَ لاَ تَحْوِيهِ اَلْأَفْكَارُ وَ لاَ تُمَثِّلُهُ غَوَامِضُ اَلظُّنُونِ وَ اَلْأَسْرَارِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ اَلْمَلِكُ اَلْجَبَّارُ قَرَنَ اَلاِعْتِرَافَ بِنُبُوَّتِهِ بِالاِعْتِرَافِ بِلاَهُوتِيَّتِهِ وَ اِخْتَصَّهُ مِنْ تَكْرِيمِهِ وَ خَلَّتِهِ إِذْ لاَ يَخْتَصُّ مَنْ يَشُوبُهُ اَلتَّغْيِيرُ وَ لاَ يُخَالَلُ مَنْ يَلْحَقُهُ اَلتَّظْنِينُ وَ أَمَرَ بِالصَّلاَةِ عَلَيْهِ مَزِيداً فِي تَكْرِيمِهِ [تَكْرِمَتِهِ] بِمَا لَمْ يَلْحَقْهُ فِيهِ أَحَدٌ مِنْ بَرِيَّتِهِ فَهُوَ أَهْلُ ذَلِكَ بِخَاصَّتِهِ وَ طَرِيقاً لِلدَّاعِي إِلَى إِجَابَتِهِ فَصَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ كَرَّمَ وَ شَرَّفَ وَ عَظَّمَ مَزِيداً لاَ يَلْحَقُهُ اَلتَّنْفِيدُ وَ لاَ يَنْقَطِعُ عَلَى اَلتَّأْبِيدِ وَ إِنَّ اَللَّهَ اِخْتَصَّ لِنَفْسِهِ بَعْدَ نَبِيِّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ مِنْ بَرِيَّتِهِ خَاصَّةً عَلاَهُمْ بِتَعْلِيَتِهِ وَ سَمَا بِهِمْ إِلَى رُتْبَتِهِ وَ جَعَلَهُمُ اَلدُّعَاةَ بِالْحَقِّ إِلَيْهِ وَ اَلْأَدِلاَّءَ بِالْإِرْشَادِ عَلَيْهِ لِقَرْنٍ قَرْنٍ وَ زَمَنٍ زَمَنٍ أَنْشَأَهُمْ فِي اَلْقِدَمِ قَبْلَ كُلِّ مَذْرُوءٍ وَ مَبْرُوءٍ أَنْوَاراً أَنْطَقَهَا بِتَحْمِيدِهِ وَ أَلْهَمَهَا بِشُكْرِهِ وَ تَمْجِيدِهِ وَ جَعَلَهَا اَلْحُجَجَ عَلَى كُلِّ مُعْتَرِفٍ لَهُ بِمَلَكَةِ اَلرُّبُوبِيَّةِ وَ سُلْطَانِ اَلْعُبُودِيَّةِ وَ اِسْتَنْطَقَ بِهَا اَلْخُرُسَاتِ بِأَنْوَاعِ اَللُّغَاتِ بُخُوعاً لَهُ بِأَنَّهُ فَاطِرُ اَلْأَرَضِينَ وَ اَلسَّمَاوَاتِ وَ أَشْهَدَهُمْ عَلَى خَلْقِهِ وَ وَلاَّهُمْ مَا شَاءَ مِنْ أَمْرِهِ وَ جَعَلَهُمْ تَرَاجِمَةَ مَشِيَّتِهِ وَ أَلْسُنَ إِرَادَتِهِ عَبِيداً لاٰ يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَ هُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ `يَعْلَمُ مٰا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَ مٰا خَلْفَهُمْ وَ لاٰ يَشْفَعُونَ إِلاّٰ لِمَنِ اِرْتَضىٰ وَ هُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ  يَحْكُمُونَ بِأَحْكَامِهِ وَ يَسْتَنُّونَ بِسُنَّتِهِ وَ يُقِيمُونَ حُدُودَهُ وَ يُؤَدُّونَ فُرُوضَهُ وَ لَمْ يَدَعِ اَلْخَلْقَ فِي بُهَمٍ صَمَّاءَ وَ لاَ فِي عَمًى بَكْمَاءَ بَلْ جَعَلَ لَهُمْ عُقُولاً مَازَجَتْ شَوَاهِدَهُمْ وَ تَفَرَّقَتْ فِي هَيَاكِلِهِمْ حَقَّقَهَا فِي نُفُوسِهِمْ وَ اِسْتَعْبَدَ بِهَا [لَهَا] حَوَاسَّهُمْ فَقَرَّرَتْهَا عَلَى أَسْمَاعٍ وَ نَوَاظِرَ وَ أَفْكَارٍ وَ خَوَاطِرَ أَلْزَمَهُمْ بِهَا حُجَّتَهُ وَ أَرَاهُمْ بِهَا مَحَجَّتَهُ وَ أَنْطَقَهُمْ عَمَّا شَهِدَ بِهِ بِأَلْسُنِ دُرِّيَّةٍ بِمَا قَامَ فِيهَا مِنْ قُدْرَتِهِ وَ حِكْمَتِهِ وَ بَيَّنَ عِنْدَهُمْ بِهَا مِنْ عَظَمَتِهِ لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَ يَحْيىٰ مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَ إِنَّ اَللّٰهَ لَسَمِيعٌ  بَصِيرٌ شَاهِدٌ خَبِيرُ وَ اِعْلَمُوا أَنَّ اَللَّهَ جَمَعَ لَكُمْ مَعْشَرَ اَلْمُؤْمِنِينَ[ اَلْمُسْلِمِينَ ] فِي هَذَا اَلْيَوْمِ عِيدَيْنِ عَظِيمَيْنِ كَبِيرَيْنِ لاَ يَقُومُ أَحَدُهُمَا إِلاَّ بِصَاحِبِهِ لِيَكْمُلَ عِنْدَكُمْ جَمِيلُ صُنْعِهِ وَ يَقِفَكُمْ عَلَى طَرِيقِ رُشْدِهِ وَ يَقْفُو بِكُمْ آثَارَ اَلْمُسْتَضِيئِينَ بِنُورِ هِدَايَتِهِ وَ يُسَهِّلُ لَكُمْ مِنْهَاجَ قَصْدِهِ وَ يُوَفِّرُ عَلَيْكُمْ هَنِيءَ رِفْدِهِ فَجَعَلَ اَلْجُمُعَةَ مَجْمَعاً نَدَبَ إِلَيْهِ لِتَطْهِيرِ مَا كَانَ قَبْلَهُ وَ غَسْلِ مَا أَوْقَعَتْهُ مَكَاسِبُ اَلسَّوْءِ مِنْ مِثْلِهِ إِلَى مِثْلِهِ وَ ذِكْرىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ  وَ بَيَانِ خَشْيَةِ اَلْمُتَّقِينَ وَ وَهَبَ مِنْ ثَوَابِ اَلْأَعْمَالِ فِيهِ أَضْعَافَ مَا وَهَبَ لِأَهْلِ طَاعَتِهِ فِي اَلْأَيَّامِ قَبْلَهُ وَ جَعَلَهُ لاَ يَتِمُّ إِلاَّ بِالاِئتِمَارِ بِمَا أَمَرَ بِهِ وَ اَلاِنْتِهَاءِ عَمَّا نَهَى عَنْهُ وَ اَلْبُخُوعِ بِطَاعَتِهِ فِيمَا حَثَّ عَلَيْهِ وَ نَدَبَ إِلَيْهِ وَ لاَ يَقْبَلُ تَوْحِيدَهُ إِلاَّ بِالاِعْتِرَافِ لِنَبِيِّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ بِنُبُوَّتِهِ وَ لاَ يَقْبَلُ دِيناً إِلاَّ بِوَلاَيَةِ مَنْ أَمَرَ بِوَلاَيَتِهِ وَ لاَ تَنْتَظِمُ أَسْبَابُ طَاعَتِهِ إِلاَّ بِالتَّمَسُّكِ بِعِصْمَتِهِ وَ عَصَمَ أَهْلَ وَلاَيَتِهِ فَأَنْزَلَ اَللَّهُ عَلَى نَبِيِّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فِي يَوْمِ اَلدَّوْحِ مَا بَيَّنَ بِهِ عَنْ إِرَادَتِهِ فِي خُلَصَائِهِ وَ ذَوِي اِجْتِبَائِهِ وَ أَمَرَهُ بِالْبَلاَغِ وَ أَنْزَلَ اَلْخَبَلَ بِأَهْلِ اَلزَّيْغِ وَ اَلنِّفَاقِ وَ ضَمِنَ لَهُ عِصْمَتَهُ مِنْهُمْ وَ كَشَفَ مِنْ خَبَايَا أَهْلِ اَلرَّيْبِ وَ ضَمَائِرِ أَهْلِ اَلاِرْتِدَادِ مَا رَمَزَ فِيهِ فَعَقَلَهُ اَلْمُؤْمِنُ وَ اَلْمُنَافِقُ فَأَعْرَضَ مُعْرِضٌ وَ ثَبَتَ عَلَى اَلْحَقِّ ثَابِتٌ وَ اِزْدَادَتْ جَهَالَةُ اَلْمُنَافِقِ وَ حَمِيَّةُ اَلْمَارِقِ وَ وَقَعَ اَلْعَضُّ عَلَى اَلنَّوَاجِذِ وَ اَلْغَمْزُ عَلَى اَلسَّوَاعِدِ وَ نَطَقَ نَاطِقٌ وَ نَعَقَ نَاعِقٌ وَ نَشَقَ نَاشِقٌ وَ اِسْتَمَرَّ عَلَى مَارِقِيَّتِهِ مَارِقٌ وَ وَقَعَ اَلْإِذْعَانُ مِنْ طَائِفَةٍ بِاللِّسَانِ دُونَ حَقَائِقِ اَلْإِيمَانِ وَ مِنْ طَائِفَةٍ بِاللِّسَانِ وَ صِدْقِ اَلْإِيمَانِ وَ أَكْمَلَ اَللَّهُ دِينَهُ وَ أَقَرَّ عَيْنَ نَبِيِّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ اَلْمُؤْمِنِينَ وَ اَلتَّابِعِينَ وَ قَدْ كَانَ مَا شَهِدَهُ بَعْضُكُمْ وَ بَلَغَ بَعْضَكُمْ وَ تَمَّتْ كَلِمَةُ اَللَّهِ اَلْحُسْنَى عَلَى اَلصَّابِرِينَ وَ دَمَّرَ اَللَّهُ مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَ هَامَانُ وَ قَارُونُ وَ جُنُودُهُمْ وَ مٰا كٰانُوا يَعْرِشُونَ  وَ بَقِيَتْ حُثَالَةٌ مِنَ اَلضَّلاَلَةِ لاَ يَأْلُونَ اَلنَّاسَ خَبَالاً يَقْصِدُهُمُ اَللَّهُ فِي دِيَارِهِمْ وَ يَمْحُو آثَارَهُمْ وَ يُبِيدُ مَعَالِمَهُمْ وَ يُعْقِبُهُمْ عَنْ قُرْبِ اَلْحَسَرَاتِ وَ يُلْحِقُهُمْ بِمَنْ بَسَطَ أَكُفَّهُمْ وَ مَدَّ أَعْنَاقَهُمْ وَ مَكَّنَهُمْ مِنْ دِينِ اَللَّهِ حَتَّى بَدَّلُوهُ وَ مِنْ حُكْمِهِ حَتَّى غَيَّرُوهُ وَ سَيَأْتِي نَصْرُ اَللَّهِ عَلَى عَدُوِّهِ لِحَبِيبِهِ وَ اَللَّهُ لَطِيفٌ خَبِيرٌ وَ فِي دُونِ مَا سَمِعْتُمْ كِفَايَةٌ وَ بَلاَغٌ فَتَأَمَّلُوا رَحِمَكُمُ اَللَّهُ مَا نَدَبَكُمُ اَللَّهُ إِلَيْهِ وَ حَثَّكُمْ عَلَيْهِ وَ اِقْصِدُوا شَرْعَهُ وَ اُسْلُكُوا نَهْجَهُ وَ لاٰ تَتَّبِعُوا اَلسُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ  إِنَّ هَذَا يَوْمٌ عَظِيمُ اَلشَّأْنِ فِيهِ وَقَعَ اَلْفَرَجُ وَ رُفِعَتِ اَلدَّرَجُ وَ وَضَحَتِ اَلْحُجَجُ وَ هُوَ يَوْمُ اَلْإِيضَاحِ وَ اَلْإِفْصَاحِ وَ اَلْكَشْفِ عَنِ اَلْمَقَامِ اَلصُّرَاحِ وَ يَوْمَ كَمَالِ اَلدِّينِ وَ يَوْمَ اَلْعَهْدِ اَلْمَعْهُودِ وَ يَوْمَ اَلشَّاهِدِ وَ اَلْمَشْهُودِ وَ يَوْمَ تِبْيَانِ اَلْعُقُودِ عَنِ اَلنِّفَاقِ وَ اَلْجُحُودِ وَ يَوْمَ اَلْبَيَانِ عَنْ حَقَائِقِ اَلْإِيمَانِ وَ يَوْمَ دَحْرِ اَلشَّيْطَانِ وَ يَوْمَ اَلْبُرْهَانِ هٰذٰا يَوْمُ اَلْفَصْلِ اَلَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ  هَذَا يَوْمُ اَلْمَلَأِ اَلْأَعْلىٰ إِذْ يَخْتَصِمُونَ  هَذَا يَوْمُ اَلنَّبَإِ اَلْعَظِيمِ  اَلَّذِي أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ  هَذَا يَوْمُ اَلْإِرْشَادِ وَ يَوْمُ مِحْنَةِ اَلْعِبَادِ وَ يَوْمُ اَلدَّلِيلِ عَلَى اَلْرُّوَّادِ هَذَا يَوْمُ إِبْدَاءِ خَفَايَا اَلصُّدُورِ وَ مُضْمَرَاتِ اَلْأُمُورِ هَذَا يَوْمُ اَلنُّصُوصِ عَلَى أَهْلِ اَلْخُصُوصِ هَذَا يَوْمُ شِيثٍ هَذَا يَوْمُ إِدْرِيسَ هَذَا يَوْمُ هُودٍ هَذَا يَوْمُ يُوشَعَ هَذَا يَوْمُ شَمْعُونَ هَذَا يَوْمُ اَلْأَمْنِ اَلْمَأْمُونِ هَذَا يَوْمُ إِظْهَارِ اَلْمَصُونِ مِنَ اَلْمَكْنُونِ هَذَا يَوْمُ إِبْلاَءِ اَلسَّرَائِرِ فَلَمْ يَزَلْ عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَقُولُ هَذَا يَوْمُ هَذَا يَوْمُ فَرَاقِبُوا اَللَّهَ وَ اِتَّقُوهُ وَ اِسْمَعُوا لَهُ وَ أَطِيعُوهُ وَ اِحْذَرُوا اَلْمَكْرَ وَ لاَ تُخَادِعُوهُ وَ فَتِّشُوا ضَمَائِرَكُمْ وَ لاَ تُوَارِبُوهُ وَ تَقَرَّبُوا إِلَى اَللَّهِ بِتَوْحِيدِهِ وَ طَاعَةِ مَنْ أَمَرَكُمْ أَنْ تُطِيعُوهُ وَ لاٰ تُمْسِكُوا بِعِصَمِ اَلْكَوٰافِرِ  وَ لاَ يُجَنِّحُ بِكُمُ اَلْغَيُّ [وَ لاَ يُجَنِّحُ بِكُمُ اَلْعَمَى] فَتَضِلُّوا عَنْ سَبِيلِ اَلرَّشَادِ بِاتِّبَاعِ أُولَئِكَ اَلَّذِينَ ضَلُّوا وَ أَضَلُّوا قَالَ اَللَّهُ عَزَّ مِنْ قَائِلٍ فِي طَائِفَةٍ ذَكَرَهُمْ بِالذَّمِّ فِي كِتَابِهِ إِنّٰا أَطَعْنٰا سٰادَتَنٰا وَ كُبَرٰاءَنٰا فَأَضَلُّونَا اَلسَّبِيلاَ `رَبَّنٰا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ اَلْعَذٰابِ وَ اِلْعَنْهُمْ لَعْناً كَبِيراً  وَ قَالَ وَ إِذْ يَتَحٰاجُّونَ فِي اَلنّٰارِ فَيَقُولُ اَلضُّعَفٰاءُ لِلَّذِينَ اِسْتَكْبَرُوا إِنّٰا كُنّٰا لَكُمْ تَبَعاً  فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنّٰا مِنْ عَذٰابِ اَللّٰهِ مِنْ شَيْءٍ قٰالُوا لَوْ هَدٰانَا اَللّٰهُ لَهَدَيْنٰاكُمْ  أَ تَدْرُونَ اَلاِسْتِكْبَارَ مَا هُوَ هُوَ تَرْكُ اَلطَّاعَةِ لِمَنْ أُمِرُوا بِطَاعَتِهِ وَ اَلتَّرَفُّعُ عَلَى مَنْ نُدِبُوا إِلَى مُتَابَعَتِهِ وَ اَلْقُرْآنُ يَنْطِقُ مِنْ هَذَا عَنْ كَثِيرٍ إِنْ تَدَبَّرَهُ مُتَدَبِّرٌ زَجَرَهُ وَ وَعَظَهُ وَ اِعْلَمُوا أَيُّهَا اَلْمُؤْمِنُونَ أَنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ قَالَ إِنَّ اَللّٰهَ يُحِبُّ اَلَّذِينَ يُقٰاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيٰانٌ مَرْصُوصٌ  أَ تَدْرُونَ مَا سَبِيلُ اَللَّهِ وَ مَنْ سَبِيلُهُ [وَ مَا صِرَاطُ اَللَّهِ] وَ مَنْ طَرِيقُهُ أَنَا صِرَاطُ [سَبِيلُ] اَللَّهِ اَلَّذِي مَنْ لَمْ يَسْلُكْهُ بِالطَّاعَةِ لِلَّهِ هَوَى بِهِ إِلَى اَلنَّارِ وَ أَنَا سَبِيلُهُ اَلَّذِي نَصَبَنِي اَللَّهُ لِلاِتِّبَاعِ بَعْدَ نَبِيِّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ أَنَا قَسِيمُ اَلْجَنَّةِ وَ اَلنَّارِ وَ أَنَا حُجَّةُ اَللَّهِ عَلَى اَلْفُجَّارِ وَ اَلْأَبْرَارِ فَانْتَبِهُوا مِنْ رَقْدَةِ اَلْغَفْلَةِ وَ بَادِرُوا اَلْعَمَلَ قَبْلَ حُلُولِ اَلْأَجَلِ وَ سٰابِقُوا إِلىٰ مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ  قَبْلَ أَنْ يُضْرَبَ بِالسُّورِ بِبَاطِنِ اَلرَّحْمَةِ وَ ظَاهِرِ اَلْعَذَابِ فَتُنَادَونَ فَلاَ يُسْمَعُ نِدَاؤُكُمْ وَ تَضِجُّونَ فَلاَ يُحْفَلُ بِضَجِيجِكُمْ وَ قَبْلَ أَنْ تَسْتَغِيثُوا فَلاَ تُغَاثُوا سَارِعُوا إِلَى اَلطَّاعَاتِ قَبْلَ فَوْتِ اَلْأَوْقَاتِ فَكَانَ قَدْ جَاءَكُمْ هَادِمُ اَللَّذَّاتِ فَلاَ مَنَاصَ نَجَاةٍ وَ لاَ مَحِيصَ تَخْلِيصٍ عُودُوا رَحِمَكُمُ اَللَّهُ بَعْدَ اِنْقِضَاءِ مَجْمَعِكُمْ بِالتَّوْسِعَةِ عَلَى عِيَالِكُمْ وَ اَلْبِرِّ بِإِخْوَانِكُمْ وَ اَلشُّكْرِ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَى مَا مَنَحَكُمْ وَ اِجْتَمِعُوا يَجْمَعِ اَللَّهُ شَمْلَكُمْ وَ تَبَارُّوا يَصِلِ اَللَّهُ أُلْفَتَكُمْ وَ تَهَانَوْا نِعْمَةَ اَللَّهِ كَمَا هَنَّأَكُمْ بِالثَّوَابِ فِيهِ عَلَى أَضْعَافِ اَلْأَعْيَادِ قَبْلَهُ وَ بَعْدَهُ إِلاَّ فِي مِثْلِهِ وَ اَلْبِرُّ فِيهِ يُثْمِرُ اَلْمَالَ وَ يَزِيدُ فِي اَلْعُمُرِ وَ اَلتَّعَاطُفُ فِيهِ يَقْتَضِي رَحْمَةَ اَللَّهِ وَ عَطْفَهُ فَافْرَحُوا وَ فَرِّحُوا إِخْوَانَكُمْ بِاللِّبَاسِ اَلْحَسَنِ وَ اَلرَّائِحَةِ اَلطَّيِّبَةِ وَ اَلطَّعَامِ وَ هَيِّئُوا لِإِخْوَانِكُمْ وَ عِيَالِكُمْ عَنْ فَضْلِهِ [فَضْلٍ] بِالْجُودِ [بِالْجُهْدِ] مِنْ مَوْجُودِكُمْ وَ بِمَا تَنَالُهُ اَلْقُدْرَةُ مِنْ اِسْتِطَاعَتِكُمْ وَ أَظْهِرُوا اَلْبِشْرَ فِيمَا بَيْنَكُمْ وَ اَلسُّرُورَ فِي مُلاَقَاتِكُمْ وَ اَلْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى مَا مَنَحَكُمْ وَ عُودُوا بِالْمَزِيدِ مِنَ اَلْخَيْرِ عَلَى أَهْلِ اَلتَّأْمِيلِ لَكُمْ وَ سَاوُوا بِكُمْ ضُعَفَاءَكُمْ فِي مَأْكَلِكُمْ وَ مَا تَنَالُهُ اَلْقُدْرَةُ مِنْ اِسْتِطَاعَتِكُمْ وَ عَلَى حَسَبِ إِمْكَانِكُمْ فَالدِّرْهَمُ فِيهِ بِمِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ وَ اَلْمَزِيدُ مِنَ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مَا لاَ دَرَكَ لَهُ وَ صَوْمُ هَذَا اَلْيَوْمِ مِمَّا نَدَبَ اَللَّهُ إِلَيْهِ وَ جَعَلَ اَلْجَزَاءَ اَلْعَظِيمَ كَفَالَةً عَنْهُ حَتَّى لَوْ تَعَبَّدَ لَهُ عَبْدٌ مِنَ اَلْعَبِيدِ فِي اَلتَّشْبِيهِ مِنْ اِبْتِدَاءِ اَلدُّنْيَا إِلَى اِنْقِضَائِهَا صَائِماً نَهَارُهَا قَائِماً لَيْلُهَا إِذَا أَخْلَصَ اَلْمُخْلِصُ فِي صَوْمِهِ لَقَصُرَتْ إِلَيْهِ أَيَّامُ اَلدُّنْيَا عَنْ كِفَايَةٍ وَ مَنْ أَسْعَفَ أَخَاهُ مُبْتَدِئاً أَوْ بَرَّهُ رَاغِباً وَ أَقْرَضَهُ فَلَهُ أَجْرُ مَنْ صَامَ هَذَا اَلْيَوْمَ وَ قَامَ لَيْلَهُ وَ مَنْ فَطَّرَ مُؤْمِناً فِي لَيْلَتِهِ فَكَأَنَّمَا فَطَّرَ فِئَاماً فِئَاماً يَعُدُّهَا بِيَدِهِ عَشَرَةً فَنَهَضَ نَاهِضٌ وَ قَالَ مَا اَلْفِئَامُ يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ قَالَ مِائَةُ أَلْفِ نَبِيٍّ وَ صِدِّيقٍ وَ شَهِيدٍ فَكَيْفَ بِمَنْ يَكْفُلُ عَدَداً مِنَ اَلْمُؤْمِنِينَ وَ اَلْمُؤْمِنَاتِ وَ أَنَا ضَمِينُهُ [ضَمَّنْتُهُ] عَلَى اَللَّهِ تَعَالَى اَلْأَمَانَ مِنَ اَلْكُفْرِ وَ اَلْفَقْرِ وَ إِنْ مَاتَ فِي يَوْمِهِ أَوْ فِي لَيْلَتِهِ أَوْ بَعْدَهُ إِلَى مِثْلِهِ مِنْ غَيْرِ اِرْتِكَابِ كَبِيرَةٍ فَأَجْرُهُ عَلَى اَللَّهِ سُبْحَانَهُ وَ مَنِ اِسْتَدَانَ لِإِخْوَانِهِ وَ أَعَانَهُمْ فَأَنَا اَلضَّامِنُ عَلَى اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ إِنْ بَقَّاهُ قَضَاهُ وَ إِنْ قَبَضَهُ قَبْلَ تَأْدِيَتِهِ لَهُ حَمَلَهُ عَنْهُ وَ إِذَا تَلاَقَيْتُمْ فَتَصَافَحُوا بِالتَّسْلِيمِ وَ تَهَانَوُا اَلنِّعْمَةَ فِي هَذَا اَلْيَوْمِ وَ لْيُبَلِّغِ اَلْحَاضِرُ اَلْغَائِبَ وَ اَلشَّاهِدُ اَلْبَائِنَ وَ لْيَعُدِ اَلْغَنِيُّ عَلَى اَلْفَقِيرِ وَ اَلْقَوِيُّ عَلَى اَلضَّعِيفِ أَمَرَنِي رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ عَنِ اَللَّهِ عَزَّ اِسْمُهُ بِذَلِكَ ثُمَّ أَخَذَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فِي خُطْبَةِ اَلْجُمُعَةِ وَ جَعَلَ صَلاَةَ جُمُعَةٍ صَلاَةَ عِيدِهِ وَ اِنْصَرَفَ بِوُلْدِهِ وَ شِيعَتِهِ إِلَى مَنْزِلِ أَبِي مُحَمَّدٍ اَلْحَسَنِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ اِبْنِهِ بِمَا أَعَدَّ لَهُ مِنْ طَعَامٍ وَ اِنْصَرَفَ غَنِيُّهُمْ وَ فَقِيرُهُمْ بِرِفْدِهِ إِلَى عِيَالِهِ ..<ref>آنچه بین کروشه قرار گرفته است، به استثنای مورد اخیر ونشانی آیات ، همگی برگرفته از نسخه خطی مصباح المتهجد است.</ref>
 
ثم ان اللّه تعالی جمع لکم معشر المؤمنین فی هذا الیوم عیدین عظیمین کبیرین، لایقوم احدهما الا بصاحبه، لیکمل عندکم جمیل ضعه [ضیعته] ویقفکم علی طریق رشده ویقفو بکم آثار المستضیئین بنور هدایته ویشملکم منهاج قصده و یوفر علیکم هنیأ رفده، فجعل الجمعة مجمعاً ندب الیه لتطهیر ما کان قبله وغسل ما کان اوقعته مکاسب السوء من مثله الی مثله وذکری للمؤمنین وتبیان خشیة المتقین ووهب من ثواب الاعمال فیه اضعاف ما وهب لاهل طاعته فی الایام قبله وجعله لایتم الا بالایتمار لما امر به، والانتهاء عما نهی عنه، والبخوع بطاعته فیما حثّ علیه وندب الیه فلا یقبل دیناً الا بولایة من امر بولایته ولاتنتظم اسباب طاعته الا بالتمسک بعصمه وعصم اهل ولایته.فانزل علی نبیه (صلی الله علیه وآله) فی یوم الدوح ما بیّن به عن ارادته فی خلصائه وذوی اجتبائه وامره بالبلاغ و ترک الحفل باهل الزیع والنفاق وضمن له عصمته منهم، وکشف من خبایا اهل الریب وضمائر اهل الارتداد ما رمز فیه، فعقله المؤمن والمنافق، فاعزّ معزّ وثبت علی الحق ثابت، وازداد جهلة المنافق وحمیة المارق ووقع العَض علی النواجد والغمز علی السواعد. ونطق ناطق و نعق ناعق ونشق ناشق و استمر علی مارقیته، ووقع الادغان من طائفه باللسان دون حقائق الایمان ومن طائفة باللسان وصدق الایمان، وکمّل اللّه دینه واقر عین نبیه (صلی الله علیه وآله) والمؤمنین والمتابعین، وکان ما قد شهده بعضکم وبلغ بعضکم وتمت کلمة اللّه الحسنی علی الصابرین ودمّر اللّه ما صنع فرعون وهامان وقارون وجنوده [هم] وما کانوا یعرشون وبقیت حثالة من الضلال لایألون الناس خبالاً یقصدهم اللّه فی دیارهم ویمحو اللّه آثارهم ویبید معالمهم ویعقبهم عن قرب الحسرات ویلحقهم بمن بسط اکفهم ومد اعناقهم ومکنهم من دین اللّه حتی بدلوه ومن حکمه حتی غیّروه وسیأتی نصراللّه علی عدوّه لحینه واللّه لطیف خبیر وفی دون ما سمعتم کفایة وبلاغ. فتاملوا رحمکم اللّه ما ندبکم اللّه الیه وحثّکم علیه واقصدوا شرعه واسلکوا نهجه ولاتتبعوا السبل فتفرق بکم عن سبیله.
ان هذا یوم عظیم الشأن، فیه وقع الفرج، ورفعت الدرج، ووضحت الحجج وهو یوم الایضاح والافصاح عن المقام الصراح ویوم کمال الدین و یوم العهد المعهود ویوم الشاهد والمشهود ویوم تبیان العقود عن النفاق والجحود، ویوم البیان عن حقائق الایمان، ویوم دحر الشیطان، ویوم البرهان، هذا یوم الفصل الذی کنتم توعدون، هذا یوم الملاء الاعلی الذی انتم عنه معرضون، هذا یوم الارشاد، ویوم محسنة العباد، ویوم الدلیل علی الرّداد، هذا یوم ابدی خفایا الصدور ومضمرات الامور، هذا یوم النصوص علی اهل الخصوص، هذا یوم شیت، هذا یوم ادریس، هذا یوم یوشع، هذا یوم شمعون، هذا یوم الأمن والمأمون، هذا یوم اظهار المصون من المکنون، هذا یوم ابلاء السرائر، فلم یزل علیه السلام یقول: هذا یوم هذا یوم، فراقبوا اللّه عزّ وجلّ واتقوه واسمعوا له واطیعوه، واحذروا المکر ولاتخادعوه وفتّشوا ضمائرکم ولاتواربوه، و تقربوا الی اللّه تعالی بتوحیده، وطاعة من امرکم ان تطیعوه ولاتمسکوا الکوافر، ولایجنح بکم الغی فتضلوا عن سبیل الرشاد باتباع اولئک الذین ضلّوا واضلّوا، قال اللّه عزّ من قائل فی طائفة ذکرهم بالذم فی کتابه: «انا اطعنا سادتنا وکبرائنا فاضلونا السبیلا ربنا آتهم ضعفین من العذاب والعنهم لعناً کبیراً» <ref>احزاب،۶۷و۶۸</ref>،وقال اللّه تعالی: «واذ یتحاجون فی النار فیقول الضعفاء للذین استکبروا انا کنا لکم تبعاً فهل انتم مغنون عنّا من عذاب اللّه من شئ قالوا لو هدانا اللّه لهدیناکم».<ref>این قسمت، ترکیبی است از آیه ۲۱سوره ابراهیم وآیه ۴۷ سوره غافر.</ref>افتدرون الاستکبار ماهو؟ هو ترک الطاعةلمن امروا بطاعته، والترفع علی من ندبوا الی متابعته والقرآن ینطق من هذا عن کثیر، ان تدبّره متدبّر، زجره ووعظه، واعلموا ایها المؤمنون انّ اللّه عزّ وجلّ قال: «ان اللّه یحب الذین یقاتلون فی سبیله صفاً کانهم بنیان مرصوص» <ref>صفّ،۴</ref>، اتدرون ما سبیل اللّه ومن سبیله؟ ومن صراط اللّه؟ ومن طریقه؟ أنا صراط اللّه الذی من لم یسلکه بطاعة اللّه فیه هوی به الی النار، وأنا سبیله الذی نصبنی للاتباع بعد نبیه (صلی الله علیه وآله) أنا قسیم الجنه والنار، وأنا حجة اللّه علی الفجار والابرار وأنا نور الانوار، فانتبهوا من رقدةِ الغفلة وبادروا بالعمل قبل حلول الأجل وسابقوا الی مغفرة من ربکم قبل ان لیضرب بالسور بباطن الرحمة وظاهر العذاب. فتنادون فلا یسمع نداءکم وتضجّون فلا یحفل بضجیجکم وقبل ان تستغیثوا فلا ثغاثوا.سارعوا الی الطاعات قبل فوت الاوقات، فکان قد جاءکم هادم اللذات فلا مناص نجاءٍ ولامحیص تخلیص. عودّوا رحمکم اللّه بعد انقضاء مجمعکم بالتوسعة علی عیالکم والبرّ باخوانکم والشکر للّه عزّ وجلّ علی ما منحکم واجمعوا یجمع اللّه شملکم وتبارّوا یصل اللّه الفتکم، وتهادوا نعم اللّه کما مناکم [وتهانوا نعمة اللّه کما هناکم] بالتواب فیه علی اضعاف الاعیاد قبله او بعده الاّ فی مثله والبرّ فیه یثمر المال ویزید فی العمر والتعاطف فیه یقتضی رحمة اللّه وعطفه وهیّوا لاخوانکم وعیالکم عن فضله بالجهد من جودکم وبما تناله القدرة من استطاعتکم واظهر البشر فیما بینکم والسرور فی ملاقاتکم والحمدللّه علی ما منحکم وعودوا بالمزید من الخیر علی اهل التأمیل لکم وساروا بکم ضعفاءکم فی ماکلکم وماتناله القدرة من استطاعتکم وعلی حسب امکانکم. فالدرهم فیه بمأة الف درهم والمزید من اللّه عزّ وجلّ.وصوم هذا الیوم مما ندب اللّه تعالی الیه وجعل الجزاء العظیم کفالة عنه حتّی لو تعبّد له عبد من العبید فی الشبیبة من ابتداء الدنیا الی تقضیها، صائماً نهارها، قائماً لیلها، اذا اخلص المخلص فی صومه لقصرت الیه الدنیا عن کفایة، ومن اسعف اخاه مبتدءً وبرّه راغباً فله کاجر من صام هذا الیوم وقام نهاره. ومن فطر مؤمناً فی
ص: 6
لیلته فکانما فطر فئاماً وفئاماً یعده ها بیده عشرة.فنهض ناهض وقال: و ما الفئام؟ قال: مأة الف نبی و صدیق و شهید،فکیف بمن تکفّل عدداً من المؤمنین والمؤمنات، وأنا ضمینه علی اللّه تعالی الأمان من الکفر والفقر، وان مات فی لیلته او یومه او بعده الی مثله من غیر ارتکاب کبیرة فاجره علی اللّه تعالی، ومن استدان لاخوانه واعانهم، فأنا الضامن علی اللّه ان بقاه قضاه وان قبضه حمله عنه واذا تلاقیتم فتصافحوا بالتسلیم وتهانوا النعمة فی هذا الیوم ولیبلغ الحاضر الغایب والشاهد البائن ولیعد الغنی علی الفقیر، والقوی علی الضعیف، امر فی رسول اللّه (صلی الله علیه وآله) بذلک، ثم اخذ صلی الله علیه وآله [علیه السلام] فی خطبه الجمعة وجعل صلاة جمعته صلاة عیده وانصرف بولده وسیعتد الی منزل ابی محمّد الحسن بن علی (علیه السلام) بما اعدله من طعام وانصرف غنیهم وفقیرهم برفده الی عیاله».<ref>آنچه بین کروشه قرار گرفته است، به استثنای مورد اخیر ونشانی آیات ، همگی برگرفته از نسخه خطی مصباح المتهجد است.</ref>


==== ۲) نگاهی گذرا به مفاد خطبه به عنوان سند جهانی اسلام ====
==== ۲) نگاهی گذرا به مفاد خطبه به عنوان سند جهانی اسلام ====
۸۴۹

ویرایش